أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بلاغا للرأي العام المغربي تدعو فيه إلى رفض الدعم الأمريكي الذي أعلنت عنه سفارة واشنطن بالرباط لمؤسسات المجتمع المدني المغربي ومقاطعة جميع أنشطتها. وجاء في البلاغ المذكور أن المكتب المركزي للجمعية أعلاه، أمام الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب التي تقترفها جيوش التحالف الإمبريالي الأمريكي البريطاني المعتدية على العراق وعلى سيادته والمرتكبة لجرائم حرب ضد الإنسانية تهدد السلم والأمن العالميين، والذي سبق له أن بلغ السفارة الأمريكية بالرباط منذ مدة رفضه لأي تعاون معها ومقاطعته لجميع أنشطتها، على اعتبار أنها العدو الأول لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، ليتوجه بصوت عال لكل قوى المجتمع المدني المغربي المدافعة عن حقوق الإنسان والشعوب، للتصدي لهذا العمل التعتيمي والتضليلي، الذي يهدف إلى التغطية على ما ترتكبه الامبريالية الأمريكية من جرائم يومية فظيعة ضد الإنسان والحياة عموما في العراق، وكذلك تشويه وتوريط الحركة الحقوقية المغربية والمجتمع المدني، وذلك بالإعلان عن رفض هذا الدعم ومقاطعة جميع الأنشطة التي تنظمها أو تحضرها السفارة الأمريكية بالرباط. وكانت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط قد أصدرت، في عز السخط والغضب العربي والدولي على ما تقترفه الإدارة الأمريكية وتابعتها البريطانية من جرائم في حق الشعب العراقي، بيانا تدعو من خلاله المنظمات المغربية غير الحكومية إلى تقديم طلباتها للاستفادة من برنامج مساعدات مالية، تشجيعا، حسب زعمها، للمؤسسات المدنية بالمغرب على المشاركة في بناء الديمقراطية. وتتراوح قيمة "المساعدة المالية"! ما بين 500 و2500 دولار. وفي محاولة لتضليل الرأي العام العربي، والمغربي خاصة، وحرصا على تحسين صورة أمريكا التي أصبح اسمها في الحاضر يقترن بسفك الدماء والتقتيل والتشريد والتجويع والتنكيل والتمادي في خدمة مصلحة الصهيونية العالمية، مضى بيان السفارة يؤكد أن الغرض من هذه المساعدات المالية هو المساهمة في مساندة المشاريع التي تخول للمغاربة الخوض إيجابيا في تطوير وتأسيس مجتمع مدني ينهض بمجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة ودولة الحق والقانون والتعددية السياسية والديمقراطية. جدير بالذكر أن مقاطعة المنتوجات الأمريكية خاصة، ومعها البريطانية، أصبحت تعرف انتشارا قويا وواسعا في العديد من دول العالم، وتشكل ألمانيا وفرنسا أولى الدول التي سجلت فيها مقاطعة المنتوجات الأمريكية نسبة عالية بسبب العدوان الأنجلو أمريكي على العراق الشقيق، واحتلاله في تجاوز سافر للشرعية الدولية ونداءات المنتظم الدولي. ومن جانب آخر يتعلق دائما بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أصدرت هذه الأخيرة بلاغا للرأي العام تعلن فيه خبر اعتقال حسن المدني، عضو فرع الجمعية بالرباط، مباشرة بعد انتهاء الوقفة التضامنية مع الشعب العراقي مساء يوم الخميس الماضي 11 أبريل 2003، والذي أفرج عنه يوم الجمعة 12 أبريل على الساعة 11 صباحا، بعدما تعرض حسب ما أعلن عنه عبد الحميد أمين، رئيس الجمعية في اتصال هاتفي به إلى أنواع من التعذيب. ويشير بلاغ الجمعية إلى أن اعتقال حسن المدني تم من طرف مفتش الشرطة بالاستعلامات العامة ومجموعة من رجال الشرطة الذين أخبروه بأن لديهم أمرا باعتقاله دون الإدلاء له بأية وثيقة قانونية، وتم اقتياده إلى ولاية الأمن بالرباط، حيث تم الاحتفاظ به رهن الاعتقال لمدة 51ساعة. ويدين المكتب المركزي للجمعية هذه العودة لممارسة الاعتقالات التعسفية، ويدعو إلى الوقف الفوري لكل المضايقات والتعسفات الماسة بالحريات. عبد الرحيم اليوسفي