كشفت جماعة العدل والإحسان للمرة الأولى عن تفاصيل قرارها الانسحاب من الحراك الشعبي الذي انطلق في 20 فبراير سنة 2011، مرجعة القرار إلى وصول الحركة الشبابية إلى سقف ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع، وتحول مسيراتها إلى تحركات روتينية. وقال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة: "كنا واعين أن "20 فبراير" لن تحقق كل شيء، وقررنا دعمها لرفع مستوى المطالب وخطتنا كانت واضحة من الدخول إلى الخروج، وخرجنا بعد اقتناعنا أنها حققت كل ما بوسعها أن تحققه". وأضاف أرسلان في لقاء مع مجموعة من الصحفيين ليلة أمس ببيت أحد قياديي الجماعة بالرباط: "انسحبنا من"20 فبراير" بعدما بدا الخروج في مسيراتها روتينيا، ودرسنا التصعيد الذي كان سيعني الاعتصامات والعنف وسنتحمل 80 من الحضور واللوجستيك والضحايا وما دام مبدؤنا ضد العنف، توقفنا وكان الانسحاب". وأكد الناطق الرسمي باسم جماعة الراحل عبد السلام ياسين، أن أحد المخاوف التي جعلت الجماعة تغادر "20 فبراير" هو توجه الأخيرة نحوى العنف والاصطدام و"هذا من بين ما دفعنا للخروج"، وزاد معلقا "سنكون في قلب أي حراك مستقبلي مشابه الحراك2011". من جانبه قال عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، "استفزتنا أمور عدة، منها ما صرح به أحدهم على قناة الجزيرة من أن كل شعارات حركة "20 فبراير" هي لليسار، ووصف هذا الأمر بأنه "غير معقول"، مؤكدا صبر الجماعة طيلة تلك المدة على عدم رفع أي شعار يعبر عن قناعاتها، كل ذلك، يضيف المتوكل، في إطار التنازل والسعي لعدم تفويت فرصة تاريخية في التغيير، وهي نتيجة ينبغي أن يتحمل مسؤوليتها من فوت تلك الفرصة على المغاربة.