يتحدث الأستاذ حسن الشكدالي، رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مؤسسة طلحة بن عبيد الله بنيابة الرباط، في هذا الحوار عن أهم منجزات الجمعية التي يرأسها، وعن العراقيل التي تعترض عملها. كما نستعرض معه علاقات الجمعية مع الإدارة وهيأة التدريس ومختلف الهيآت والفعاليات التي تتعامل معها. بداية نريد منكم تعريفا بكم وبمكتبكم؟ حسن الشكدالي رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ لمؤسسة طلحة بن عبيد الله الموجودة بالتقدم اليوسفية (الرباط)، من مواليد 1950 وأب لابنتين، أعمل إطارا مسؤولا في وزارة الصيد البحري، تسلمت المسؤولية في بداية سنة 2002، على اعتباري عنصرا يعمل في إطار الأعمال الاجتماعية في حي النهضة، وقد أتيحت لي الفرصة للمساهمة في هذه الجمعية كرئيس، وذلك لتوظيف مجموعة من الكفاءات التي اكتسبتها سواء من المجتمع المدني أو الإدارة، وكل هذا لأجل تفعيل هذه الجمعية وإعطائها صورة حسنة على الصعيد المحلي والوطني. ماذا عن تأسيس الجمعية؟ الجمعية كانت موجودة، وحين أتيت، كان الزمن زمن تجديد مكتبها. ويجب التذكير أن هناك ثقة وضعت في مجموعة من العناصر التي تم ترشيحها، وذلك نظرا لمميزات أعضاء المكتب من همة عالية ومؤهلات خاصة لتفعيل هذه الجمعية، وتمت انتخابات بشكل ديمقراطي متيمز لانتخاب المكتب. الملاحظ أن أعضاء المكتب لهم انتماءات مختلفة، ألا يؤثر ذلك على أداء الجمعية؟ لا أخفيكم أن هناك تحفظا، خاصة لما تحمل الرئاسة عضو معروف على أنه من حزب العدالة والتنمية، ولكن بمجرد ما شرعت الجمعية في العمل، تم توظيف جميع الكفاءات، هذه الأخيرة جعلت جميع أعضاء المكتب يشعرون بنوع من الاطمئنان، واستحسنوا عمل الرئاسة، والتي تمكنت بفضل الله أن تخلق نوعا من الانسجام، خاصة بعدما بادرت إلى تحقيق بعض المنجزات التي كان لها صدى طيب على صعيد المؤسسة، وصعيد المنطقة التي توجد بها الجمعية، ورغم اختلاف الحساسيات، فقد ذابت بشكل يلفت النظر تأسست جمعيتكم، وأصبح لكم مكتب، هل يمكن أن تعطينا نظرة عن الأوضاع قبل تأسيس المكتب؟ منذ الوهلة الأولى تنبهت الجمعية إلى المسؤولية الجسيمة التي أنيطت بها، خاصة أنها وجدت نفسها أمام ورش للعمل، وبأن جميع المرافق كانت تحتاج إلى إصلاحات وترميمات، وهذه الترميمات تخص جل مرافق المؤسسات، إصلاح التجهيزات سواء بالأقسام أو المراحيض، والأساتذة لا يتوفرون على قاعة كافية، وكانت هناك قاعة للعنصر النسوي فقط، ورغم أن الجمعية لها اعتمادات مادية متواضعة، لكن استطاعت أن تتغلب على مثل هذه المشاكل، والسر أن الجمعية كانت تحرص أن تكون جمعية مبادرة وتعطي صورة لجمعية تنتمي لمجتمع مدني وتريد الخير لهذه الأمة. بماذا يتميز محيط المؤسسة؟ هل هي تنتمي لحي شعبي أم راق؟ هذه المؤسسة يقصدها أبناء شرائح متنوعة، وتستقبل أبناء العائلات التي تقطن في حي راق، والآن أصبحت مزيجا من مجموعة من الفئات المتوسطة والشعبية. كيف هي علاقتكم مع الإدارة وهيئة التدريس والآباء؟ لدينا قناعة بأن عملنا ينبغي أن يكون تواصلا مع جميع الأطراف المتدخلة، حاولنا في البداية تصحيح الوجه الحقيقي للجمعية، وبادرنا باكتساب ثقة الأساتذة، وأن نستجيب لطلبات الأساتذة التي لم تستطع المؤسسة ولا الجمعيات السابقة لمدة 15 سنة تحقيقها، ولقد حققنا إنجاز قاعة الأساتذة، وموقف السيارات وله وضعيته القانونية، ثم فكرنا في توفير نوع من التغطية الصحية، وحاولنا الاتصال بمجموعة من الأطباء، ووقعنا مع هؤلاء اتفاقية تمكن التلاميذ والأساتذة من الاستفادة من تخفيضات خاصة من حيث الفحص الطبي والتحاليل، وغيرها من الخدمات، ونحن بصدد إعداد مصحة طبية داخل المؤسسة، بالإضافة إلى الاهتمام بالحجرات، هذه المنجزات كانت ضرورية لخلق نوع من التواصل مع الأساتذة، وبدأنا نفكر في إنجاز مشاريع مشتركة، وحاولنا تصحيح نظرة الأساتذة للجمعية، بحيث أن هناك من كان يحصر دورها في أنها تعمل لأجل أهداف انتخابية. ومما ساعدنا على تحقيق هذه المنجزات كون المؤسسة يرأسها مدير جاد يتميز بصرامة حازمة وظفها في خدمة المؤسسة. كيف هي علاقاتكم بأولياء وآباء التلاميذ؟ الكثير من الآباء لازالوا لم يصلوا بعد إلى مستوى الاهتمام بكل القضايا التي تهم المؤسسة، ومن هنا فكرنا في تنظيم بعض الحفلات لنتواصل مع هذه الشريحة، مما مكننا من تحسيس بعض الآباء بالاهتمام بهذه المؤسسة، وفي المستقبل القريب سندمج بعض الآباء الذين لهم اهتمام، وذلك بمنحهم صفة أعضاء شرفيين. هل هناك أطراف أخرى تتعاملون معها؟ تعاملنا مع المجلس البلدي الذي قدم لنا مجموعة من الخدمات، ومكننا من إنجاز بعض المشاريع الهامة، منها موقف السيارات، وتصوير الجدار وإدخال الإنارة، والترخيص بوضع علامة تحديد السرعة. ماهي المنجزات التي حققتموها؟ المنجزات التي حققناها منها: إصلاح وترميم وصباغة المرافق الصحية، كما أصلحنا مرافق كانت غير مستعملة، وكان لها تأثير الظروف الصحية للتلاميذ وكان من الممكن أن تلحق بهم أمراضا، وواجهنا أيضا مشكل مصاريف ومجاري المياه، وكان ينبغي أن تكون اعتمادات مادية، وكانت مداخيل الجمعية هي خمسة ملايين سنتيم فقط، ولم نوفر منها إلا ثلاثة ملايين سنتيم، ولم يكن بإمكاننا أن ننفقها كلها في ما سبقت الإشارة إليه، لكن بفضل العلاقات المتميزة للجمعية مع العديد من الفعاليات المدنية وفي العديد من الوزارات، وكنا كلما ما طلبنا منهم أي خدمة يقدمونها بصدر رحب. ماهي المداخيل المادية للجمعية وكيف تمول أعمالها الكثيرة؟ هناك واجب انخراط، ونعتمد على مجموعة من الحرفيين والتقنيين الذين يقدمون خدماتهم مجانا، كعملية إصلاح الطاولات التي أنجزناها أخيرا رغم قلة الإمكانات، حيث كلفتنا حوالي 6 ملايي سنتيمن، هذا الإنجاز لم تستطع الوزارة أن تحققه أوأي جمعية، وبدأنا في التفكير في إصلاح جميع مرافق المؤسسة، بإمكانياتنا المحدودة وبإبداع وباجتهاد. هناك ظهور معطى جديد هو إشراك جمعيات آباء وأولياء التلاميذ حسب النظام الأساسي الذي صدر في الجريدة الرسمية، ماهي الآفاق في هذا المجال؟ صدور هذا القرار خطوة بناءة، ويجب أن نوجه الشكر للوزارة على هذه المبادرة الطيبة، وكانت جمعيات الآباء تلح على أن يكون لها حضور قوي وفعلي، هذا النص سيكون إطارا يخول للجمعيات الجادة العمل، وليس الإشكال في وجود ترسانة النصوص، فهناك مجموعة من النصوص تبقى جامدة وتحتاج لتفعيلها، لأننا لا ننتظر من هذا النص أن يحل المشاكل، ولكن ما ينبغي هو حضور الجمعيات، والآن لم يعد هناك مبرر يحول دون حضور جمعيات الآباء في المجالس المعنية، لأنه في الوقت الماضي كان غياب الجمعية يبرر بعدم وجود مثل هذه النصوص، أما الآن فقد حان الوقت للجمعيات ورؤسائها، أن يتفاعلوا مع هذا التغيير، ونوجه نداء للمجالس الجماعية المقبلة أن تتحمل المسؤولية، فالمجال خصب للعمل. ماهو صدى إنجازاتكم عند الأطراف الأخرى؟ في فترة وجيزة استطعنا إنجاز مالم تستطع أن تحققه الوزارة أو المؤسسة، وهذه شهادة للمدير والأساتذة ومحيط المؤسسة، وبلغ هذا إلى كل الأطراف، وحتى إلى السيد الوزير السابق، وبلغني أن ديوان السيد الوزير وصله الخبر، فاستغللنا هذه الفرصة وطلبنا لقاء مع الوزير، لعرض الإنجازات، لكن مع الانتخابات لم تسمح الظروف لعقد هذا اللقاء، فعسى أن تتاح لنا مستقبلا مع الوزير الجديد، وسنعمل على الإبداع في المجال التربوي والثقافي، كما سنحاول تنظيم لقاءات ومحاضرات وخرجات، خاصة أننا اكتسبنا ثقة وتجربة، وحققنا ما لا يمكن تحقيقه حسب المنطق الأرضي، فالمنطق الرباني كان هو الزاد الوحيد، ومدى إخلاصنا وصدقنا في العمل.