بعدما كان الحصول على ميزة "مستحسن"، يعد نصرا تاريخيا للتلميذ المغربي في سنوات خلت. أصبحت المعدلات العالية والقياسية بميزات "حسن" و"حسن جدا" ظاهرة البكالوريا المغربية التي تناسلت بقوة في السنين الأخيرة.. فامتحانات الباكالوريا لم تعد تمثل فقط امتحان تخرج يمر عبره المتعلم من مرحلة تعليمية إلى أخرى، يكفي فيه الحصول على ورقة العبور إليها بالمعدل المطلوب، وإنما أصبح تأمين النجاح في امتحانات "الباك" لا يعني تحقيق التفوق إذا لم يتم التوقيع على نجاح في أعلى مستوياته، يمكن أن يساير المستوى المرتفع لعتبة دخول عدد من معاهد ومدارس المغرب.. بين مطرقة المعدلات المتوسطة وسندان الرغبات عالية المعدل، أضحى التلاميذ في السنوات الأخيرة يحصلون على معدلات لم يحلموا بها طوال مشوارهم الدراسي. كثيرون منهم يتجاوز معدلهم حاجز 17 من 20، فيما لا يتمكن آخرون من الحصول إلا على معدلات تتراوح بين 10 و 12 من 20. "خارطة التفوق" في امتحانات البكالوريا للسنوات الخمس الأخيرة من 2009 إلى 2013، تعكس هذه الظاهرة بلغة الأرقام المجردة، التي تحيل على ارتفاع أعداد الحاصلين على البكالوريا بإحدى الميزات قياسا بالسنوات الماضية، بل بمعدلات باهرة، وضعت الناجحين في المراتب الأولى وبوأتهم الريادة في قائمة "الشرف" التي تتضمن أسماء المتفوقين بنهاية أطوار التعليم المتوج بالبكالوريا.. المعطيات الرسمية (حصلت عليها "التجديد") تؤكد تطور عدد الحاصلين على "الباك" بميزة خلال هذه السنوات، مسجلة على التوالي عدد 34 ألف و135، ثم 47 ألف و380، ف 68 ألف و117، و70 ألف و189، ثم 63 ألف و763. ليكون مجموع الذين اجتازو هذا الاستحقاق الوطني هو 283 ألف و584، 270 ألف منهم بميزة حسن جدا، و79 ألف و210 بميزة حسن، و177 ألف و367 بميزة مستحين ، مقابل 539 ألف و577 حصلوا على شهادة "الباك"بمعدل مقبول. هذا في الوقت الذي يشكل عدد الحاصلين على "الباك" بإحدى الميزات في جهة الدارالبيضاء الكبرى لوحدها 51 ألف 512، تليها بجهة الرباطسلا زمور ازعير 33 ألف و191، ثم بجهة سوس ماسة درعة 31 ألف و289، فيما لم تتجاوز العدد بجهة وادي الذهب لكويرة 1164 محتلة بذلك آخر الترتيب. وإلى جانب هيمنة هذه الأكاديميات الجهوية على قائمة الترتيب فيما يتعلق بنسب الحاصلين على "الباك" بإحدى الميزات، تسجل تفاوتات ذات دلالة بين الجهات في جانب نتائج امتحانات الباكالوريا. سجلت المعطيات، بروز اتجاه جديد يتمثل في أن نسبة نجاح الإناث يفوق نسبة الذكور، وبمعدل دال خلال سنة 2013، حيث كان الوزير السابق للتربية الوطنية محمد الوفا قد أشار إلى أن تلميذا واحدا مقابل 19 تلميذة، يوجد ضمن لائحة 20 تلميذا الأوائل من ذوي النقط العالية.