أوضح لحسن حداد وزير السياحة أن مدينة مراكش يمكن أن تستقبل وحدها وبسهولة 5 ملايين سائح سنويا بالعمل على الرفع من جاذبيتها المعروفة والقضاء على بعض المشاكل العالقة. وأضاف الوزير في تصريح ليومية"التجديد"، على هامش انعقاد مؤتمر دولي حول الطيران بمراكش يعقد لأول مرة خارج أوروبا، أن مشكل النقل العمومي وخاصة سيارات الأجرة في مدينة مراكش يجب أن يتم حله جذريا بحلول واقعية ومناسبة، داعيا في السياق ذاته، السلطات المنتخبة إلى تحمل مسؤوليتها في تحسين صورة المدينة من حيث النظافة في الشوارع، فيما دراسة أخيرة لموقع أمريكي متخصص أشارت بالأصبع إلى هذين المشكلين حيث احتلت المدينة مراتب متأخرة من بين 37 مدينة سياحية عالمية هي الأكثر جاذبية في العالم. وأكد حداد أن دراسة مغربية أظهرت في جوانب عديدة أن نسبة رضا السياح عالية جدا في جميع مناطق المغرب، بما في ذلك مدينة مراكش التي تزخر بمقومات سياحية عالية جعلتها تحرز على جوائز عالمية وتصنف في مصاف المدن الأكثر جاذبية في كثير من المناسبات. وأشار حداد إلى أن تنظيم المنتدى الدولي للطيران "فرنش كونكت" الذي نجح المغرب في استقطابه، بمبادرة من المكتب الوطني للمطارات والمكتب الوطني للسياحة سيعود على السياحة الوطنية بالنفع الكبير، خاصة بحضور أزيد 400 مشارك من ممثلين لشركات الطيران و150 مطار من كل العالم، مما سيعطي الفرصة لاقتراح مزيد من الخطوط الجديدة خاصة نحو المدن السياحية، كما هي مناسبة لتقديم الإستراتيجية الوطنية السياحية والتي تعول على الرفع من عدد الرحلات ثلاث مرات إلى سنة 2020 ، موضحا أن مدينة مراكش وحدها تسعى إلى استقطاب 450 رحلة أسبوعيا من جميع مناطق العالم وهو ما سيساهم في جلب العدد الكافي للسياح للصول إلى 20 مليون سائح سنة 2020. وأكد حداد أن المهنيين في العالم يعتبرون المغرب الآن "إسما جديدا" ومحطة جذب هامة للسياحة معتمدين على الوضعية المستقرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. وشدد حداد على أن الضريبة على الرحلات والذي تم تفعيلها منذ فتح أبريل 2014، لم يكن لها تأثير ذلك أن المغرب سجل رجوعا قويا لعدد الرحلات وبلغ الارتفاع إلى أزيد من 23 في المائة. من جهته، قال عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، في ندوة صحفية، على هامش المنتدى الدولي للطيران، إن أهمية هذا اللقاء تكمن في جمعه بين قطاع مشتغل بالطيران متمثلا في وزارة النقل، وقطاعات تستفيد من الطيران مثل السياحة والفلاحة والتجارة وغيرها، وهي مناسبة لإظهار تناغم القطاعات الحكومية في تطوير هذا المجال. وأكد رباح أن المغرب منفتح على إفريقيا بعقد اتفاقات مهمة تساهم في تطوير العلاقة جنول جنوب، لكن للأسف مازال الوصول إلى بعض البلدان يتم عبر بلدان أخرى، وهو ما يسعى المغرب إلى تكسيره وتعزيز تواجده على الساحة الإفريقية. وأضاف الوزير أن المغرب اقترح على الدول الإفريقية الدخول في اتفاقية السماء المفتوح "أوبن سكاي"، مشيرا إلى أن البعض تخوف من تأثير ذلك على الشركات الوطنية، لكن -يضيف رباح- نعمل مع شركائنا على إيجاد حلول جيدة متوافق عليها وفق معيير محددة ومدروسة جيدا تساهم في تطوير مجال الطيران وتحافظ على مكتسبات هذه الشركات المحلية، وهو ما تم فعلا بين المغرب والاتحاد الأوروبي. من جهته ثانية، قال رباح إن قطاع التجهيز والنقل سيعرف في آخر السنة الإعلان عن خمس برامج واعدة منها "أمواج" في المجال البحري، وأجواء في مجال الطيران و"سكك"، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تشير إلى إمكانيات استثمارية في هذه المجالات تصل الى 600 مليار درهم، لن يكون التمويل العمومي كاف للاستثمار فيها، وبالتالي ستم فتح الباب أمام التمويلات الخضوصية في إطار تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وفي إطار تنمية المداخيل وتقوية قدرات الموارد البشرية. يشار إلى أن المنتدى الدولي للطيران "فرنش كونيكت" يعقد منذ عشر سنوات في أوروبا، بمشاركة المطارات الفرنسية ومطارات أوروبا، وبحضور شركات الطيران والموردين و مهنيي قطاع السياحة من أجل تحفيز إنشاء شركات طيران جديدة و توليد الاتصالات و العقود الجديدة. وتناقش دورة مراكش الذي افتتحت رسميا أمس الخميس والمنظمة على مدى 4 أيام من قبل المكتب الوطني المغربي للمطارات، (تناقش) مواضيع هامة حول النقل الجوي وسبل تطويره، واستعمال الانترنيت في استقطاب الزبناء، والإجابة على أسئلة هامة مثل الوجهات السياحية المستقبلية، وعلاقتها بتطلعات الزبناء في مجال السياحة، والتكيف مع المتغيرات في السياحة العالمية، والحصول على هوية محددة لكسب سمعة عالمية.