انطلق التحقيق في قضية جثت الأطفال الثمانية التي تم العثور عليها يوم الجمعة الماضي مرمية بوادي مدينة تارودانت لتحديد هويتها وفك خيوط وألغاز هذه الجريمة البشعة التي هزت كل أركان المدينة وخلفت رعبا شديدا في صفوف المواطنين. وعلم أنه تم نقل الجثث إلى معهد الطب الشرعي بالبيضاء لأجل تشريحها وتحديد هويتها وأسباب وفاتها، إذ لم تتح المعاينة الأولية التعرف على أصحاب الجثت التي مازالت تنبعث من بعضها روائح كريهة، فيما بعضها الآخر عبارة عن هياكل عظمية مشوهة، الشيء الذي جعل حضور خبير بصمات من الإدارة المركزية للأمن الوطني بالرباط وطبيب من مصلحة الطب الشرعي بأكادير أمرا ضروريا. وكان والي أمن أكادير وفرق من المصلحة نفسها قد حلوا بعين المكان لمعاينة الحادث الذي اتخد أبعادا أخرى وطرح جملة من الأسئلة حول المسألة الأمنية بالمدينة. وقال متحدث من عين المكان في اتصال هاتفي بالتجديد إن الجثث وجدت عبارة عن هياكل عظمية، البعض فيها مجزوء والآخر مفصول الرأس، وتتراوح أعمارها ما بين (10 و 14 سنة ) ورجح أن يكون القتلى من خارج المدينة على اعتبار أنه لم تسجل أية شكاية تشير إلى اختفاء أطفال بالمنطقة. وذكر المتحدث نفسه أن قوات الأمن حجزت ورقة وجدت بالقرب من الجثث مكتوب عليها عبارة أقسم بالله أن أنتقم مما يوحي بأن الجريمة قد تكون ارتكبت بدافع الانتقام وهو ما استبعدته الضابطة القضائية، معتبرة أن الرسالة الخطية قد تكون فعلا مدبرا من قبل الجناة لتضليل العدالة، وحول أسباب هذه الجريمة النكراء، قال المصدر نفسه إنه من المحتمل أن يكون الجناة هم الرعاة الذين سبق لهم وأن تورطوا في حوادث مماثلة لكن ليست بهذا الحجم ذاته. وذكرت مصادر أخرى أن أصابع الاتهام تشير إلى مافيات الأعضاء البشرية وهو ما سيتأكد بعد التشريح الذي ستخضع له الجثث، فيما ذكرت أخرى أن الأمر قد يكون مرتبطا بأعمال السحر والشعوذة. ولا تستبعد بعض المصادر كذلك أن يكون الضحايا من المرشحين للهجرة السرية التي تنشط بالأقاليم الجنوبية، وخاصة في جهة سوس ماسة درعة المعبر الرئيسي للشاحنات المتجهة إلى الأقاليم الصحراوية والتي تستغل في ظاهرة الحريك. للإشارة فإن الجثت الثمانية كما أكد مراسل التجديد بمدينة تارودانت كان قد تم اكتشافها صباح يوم الجمعة الماضي مرمية في وادي قرب الطريق المؤدية إلى منطقة سطاح المدينة والمحاذية للقنطرة، موزعة على مجموعتين متباعدتين، بعضها مقطوع الرأس و الباقي في وضع متعفن. وأشار المصدر نفسه إلى أن هذا الحادث تزامن مع مراسيم تدشين بعض المشاريع بمنطقة سطاح الواقعة عند مفترق الطريق الذي يؤدي إلى البورة و أولاد بنونة، بمناسبة الذكرى 51 لثورة الملك والشعب والذكرى 41 لعيد الشباب المجيد، وبعد عودة الموكب المرافق للعامل المذكور تم اكتشاف أمر الجريمة التي لم تشهدها المدينة من قبل ليتم تطويق المكان من قبل قوات الأمن المحلية بعدها. عبدالرحمن الأشعري