أيدت شخصيات سعودية الإجراءات الاقتصادية التي ذكرت تقارير صحفية أن المملكة اتخذتها بحق هولندا بعد الهجوم الذي شنه النائب اليميني المتشدد، غيرت فيلدرز، على المملكة وعلمها والدين الإسلامي. وقال الداعية السعودي، الشيخ خالد الشايع: "هناك جزئية وهي أن بعض الناس تنفي وجود إساءة للإسلام وتعتبر أن ما جرى هو إساءة للدولة ولا يجب إدخال الدين في الموضوع، ولكن الحقيقة أن الإساءة مكتملة لأنه فضلا عن ما فعله بالعلم ولفظ الشهادتين فقد قام بكاتبة آراء مسيئة للقرآن." ورأى الشايع أن هذا الموقف من السعودية "متفق مع المبادئ العليا التي تقوم عليها المملكة والسياسة المتبعة في الشؤون الخارجية والتي تقوم على التصرف دون تعجل،" خاصة وأن تصرفات فيلدرز، منتج فيلم "فتنة" الذي فجّر موجة من الاحتجاجات الدولية لتعرضه للنبي والإسلام، قد صدرت عنه منذ أشهر، وجاء الرد السعودي الآن. وتابع الشايع بالقول: "الإساءة شملت جوانب شرعية فقد اتهم (فيلدرز) الإسلام والنبي قبل أن يقوم بالإساءة إلى العلم السعودي ولم يكن التلاعب الذي قام به بالعم منصبا على قماشه مثلا بل على الشهادتين، ما يعني أنه يتعمد الإساءة إلى الدين قبل الإساءة إلى السعودية نفسها وهذا أمر مرفوض بالأعراف الدولية ويمس بكل الشعب السعودي." وأضاف الشايع، الذي كان قد دعا هولندا في حديث سابق مع CNN بالعربية عام 2013 إلى الاعتذار عن ما فعله فيلدرز: "صحيح أن التصرف صدر عن فرد بينما جاء الرد ليشمل هولندا بشكل عام فهذا واضح لأن الرجل عضو بالبرلمان الهولندي ولم يصدر عن البرلمان الهولندي ما يدين ما فعله تجاه الإسلام والسعودية." من جانبه، قال المحامي ورجل الأعمار سعد الغنيم، لCNN بالعربية إن الخطوة مبررة باعتبار أن العلاقات بين البلدان "تحكمها أعراف وقوانين يجب مراعاتها، وخاصة احترام كل بلد للرموز الدينية والسياسية الخاصة بالدول الأخرى، وكل إهانة أو احتقار لتلك الرموز هو اعتداء على الاعراف الدبلوماسية وانتهاك للاتفاقيات التي تحكم العلاقات الثنائية، وقد تكون هذه الإهانة عن طريق المس بالدول الأخرى ماديا أو معنويا." ولفت الغنيم إلى أنه يحق للبلد المعني بالإساءة "اتخاذ ما يراه من إجراءات لحفظ حقوقه، ومنها المقاطعة الدبلوماسية أو الاقتصادية،" وأضاف: "السعودية من الدول الناهضة اقتصاديا وصاحبة اقتصاد قوي يتطلع الجميع إلى التعامل معه وبالتالي فما تقوم به السعودية من إجراءات هو أمر تحفظه لها الأعراف الدبلوماسية وعلى هولندا التراجع والاعتذار واحترام المملكة والدين الإسلامي." ورفض الغنيم اعتبار أن هولندا غير مسؤولة عن تصريحات فيلدرز قائلا: "كيف يمكن لسياسي أو دبلوماسي، حتى لو لم يكن صاحب قرار في الدولة أن يفعل مثل هذا الفعل دون صدور موقف من دولته؟ يجب على الحكومة والبرلمان في هولندا إصدار موقف واضح حيال ما فعله فيلدرز وإدانة تعديه على المملكة ودينها" محذرا في الوقت نفسه من وجود "الكثير من الدول المحبة للسعودية" والتي قد تتخذ إجراءات مماثلة بحق هولندا. وحول إمكانية تأثير القرار على أسعار الطاقة العالمية، نظرا لوجود الكثير من مصافي النفط بهولندا قال الغنيم: "القرار حول إمكانية وقف التعامل مع المصافي النفطية في هولندا يعود إلى أصحاب القرار في المملكة ولكن العالم أكبر من ذلك وهناك بدائل كثيرة ولن تتأثر سوق الطاقة العالمية وإنما سيتأثر الاقتصاد الهولندي كما أن للمملكة علاقات تجارية أخرى مع هولندا، بينها السلع الزراعية ولحوم الأبقار والحليب." وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن هولندا تحاول الاتصال بالرياض لاستيضاح الموقف من إمكانية فرض عقوبات عليها، بعدما نقلت صحف محلية سعودية عن اتخاذ قرار بوقف التعامل مع الشركات الهولندية، وهو أمر لم تتمكن CNN بالعربية من تأكيد صحته بشكل مستقل، علما أن التبادل التجاري بين البلدين يزيد عن خمسة مليارات دولار. من جانبه، رد غيرت فيلدرز عبر الموقع الرسمي لحزبه بالتقليل من شأن الخطوة السعودية، وكرر مهاجمة الرياض دعوة هولندا إلى "المبادرة لمقاطعتها".