يعطي المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقضة الدوائية تعريف دقيقا للأعشاب والنباتات السامة، فيقول إنه "يمكن أن نعتبر نبتة بأنها سامة عندما تحتوي على مادة أو أكثر من المواد الضارة بالإنسان والحيوان وعندما يسبب استخدامها اضطرابات مختلفة قد تكون منخفضة أو مرتفعة الخطورة أو حتى مميتة". ويضيف المركز أن هذا التعريف ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التالية: أن مكان زراعة النبتة ووقت حصادها يكون لهما تأثير على تركيز المكونات النشيطة وبالتالي سميتها، وأن المادة الفعالة للنبتة السامة يمكن أن تكون موزعة على كافة أجزاء النبتة أو في جزء واحد أو أجزاء متعددة من النبتة (الجذر، الأوراق، الزهرة.." ثم إن مفهوم الجرعة غير محدد، فبعض النباتات المستخدمة لأغراض علاجية قد يشكل استعمالها بجرعات قوية تهديدا على صحة الانسان، كما هو الحال بالنسبة لنباتات "السالمية، الشيح والشيبة" فهذه الأعشاب الثلاثة طبية إذا تم تناول جرعات منخفضة لكنها تصبح سامة إذا تم تناول جرعات قوية وعالية. ويخلص المركز إلى أن خطورة التسممات عن طريق النبات تتعلق بعدد من العوامل: طبيعة النبتة، الجزء المستهلك، الكمية، تناولها بعد صوم أو لا، السن، الظروف. هذا وأظهرت الدراسات السابقة للمركز أن حالات التسمم بالنباتات تشكل ما بين 3 الى 5 بالمائة من مجموع التسممات، ويؤدي إلى وفاة 17 في المائة من الحالات، لكن هذه الدراسات ركزت على مدة زمنية قصيرة، إلا أن دراسة أنجزها المركز ونشرها سنة 2010 مكنت من توفير قاعدة بيانات التسمم بالنباتات على مدى 29 سنة أي ما بين 1980 و 2008 . وقد أظهرت الدراسة أن 4287 حالة تسمم بنباتات مختلفة تلقاها المركز خلال 29 سنة وهو ما يمثل 5.1 بالمائة من مجموع التسممات خلال نفس الفترة، وتصدرت الدارالبيضاء اللائحة ب 25.1 بالمائة تليها جهة الرباطسلا زمور زعير ب 12 بالمائة من الحالات. علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن 83 بالمائة من هذا النوع من التسممات وقعت في المناطق الحضرية و 27 بالمائة من الحالات تم تسجيلها في فصل الربيع، بينما يترواح متوسط أعمار الفئات التي تعرضت للتسمم ما بين 13.9 و 20.3 وكانت الفئات الأكثر تضررا هي الفئة في سن 50 سنة. وتبين أن 10.6 بالمائة من الحالات تعرضت للتسمم نتيجة بعشبة "الداد" و 4.5 بالمائة بسبب الحرمل، و3.5 بالمائة بسبب "الداتورة" أو التفاح الشوكي و 2.2 بالمائة بسبب عشبة الخروع فيما ظلت التسممات بباقي النباتات طفيفة.