حذر المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقضة الدوائية من مخاطر الاستعمال العشوائي لعدد من النباتات ينصح بها في بعض الإذاعات الوطنية، وقال المركز في دوريته التحذيرية الأخيرة إن عددا من المواطنين تعرضوا لتسممات حادة أودت بحياة بعضهم بعد استعمالهم بشكل عشوائي لأعشاب معروفة محليا باسماء "الدغموس" و " زيت الشيح" و "الداد"، مشيرة إلى أن هؤلاءا المواطنين تناولوا هذه الاعشاب بناء على نصائح علاجية بثتها إحدى الإذاعات الوطنية. وحسب دورية المركز فإن المركز استقبل إخبارات تتعلق ب 7 حالات تسمم استهلك خلالها الضحايا نبتة "الدغموس" بعد نصائح تم بثها في إحدى الإذاعات الوطنية حول الفوائد المحتملة لهذه النبتة في علاج بعض الأمراض. ويتعلق الأمر بخمس أشخاص من عائلة واحدة تتراوح أعمارهم ما بين 6 سنوات و 70 سنة شربوا عصير النبات كمادة منشطة ومقوية واشتكوا جميعا من آلام في البطن وتقرحات في الفم والإسهال. أما الحالة السادسة فتتعلق بشابة تناولت هذه العشبة للعلاج من كيس في الثدي وعانت إثرها من تهيج الجهاز الهضمي مرفوق بتقيء دون تسجيل اي تحسن في مرضها، أما الحالة السابعة فهي لمريضة تبلغ من العمر 28 سنة أخذت هذه النبتة للعلاج من حساسية الأنف، وقد ظهرت على الشابة تعقيدات في حالتها الصحية. الاختبارات الذي أجراها المركز أظهرت أن التسممات التي تتسبب فيها نبتة "الدغموس" تعود إلى الجزء المستعمل والجرعة وطريقة التحضير، وتشير الدورية إلى أن هذه النبتة يمكن تتسبب في حال تناولها عن طريق الفم في التهاب الغشاء المخاطي الهضمي مع التهاب المعدة والأمعاء والقرحة الهضمية وعدم انتظام ضربات القلب واضطراب ضغط الدم و حتى الغيبوبة، وفي حال استعمالها على الجلد، تتسبب في تهيجات وتقرحات وكذا اكزيما، أما في حال استعمالها على العين يمكن ان تسبب دمعان كثيف للعين وفوبيا الضوء والتهاب القرنية الذي يمكن ان يصل الى العمى. وأوصى المركز في تقريره بضرورة توخي الحذر عند استعمال هذه النبتة بناء على النصائح والوصفات العلاجية التي يتم بثها في بعض البرامج الإذاعية. وارتباطا بهذه الوصفات الطبية الإذاعية، قالت دورية المركز إنها توصلت بحالات تسمم إثر استعمال "زيت الشيح" كان أخطرها حالة طفلة في السادسة من عمرها تناولت هذه المادة باعتبارها طاردة للديدان المعوية، وظهرت على الفتاة أعراض غثيان وقيء وتشنجات، ونقلت إلى المستشفى لكنها عند وصولها إلى قسم المستعجلات تعرضت لأزمة قلبية وتمكن الأطباء بعد تدليك القلب وتقديم العلاجات المناسبة من إنقاذ حياة الفتاة. وحسب المركز، فإنه من الأعراض الأولى للتسمم بهذه النبتة الدوخة والقيء. ويمكن أن يؤدي تناول جرعات عالية منها إلى نزيف في المخ والتهاب الكلية والكبد. ويمكن أن يتسبب استهلاكها لفترات طويلة إلى آثار جانبية على الخصوبة والانجاب. ويتعلق التحذير الثالث بعشبة "الداد"، ويقول المركز إنه بعد الترويج لهذه النبتة على الإذاعة والطلب المتزايد من السكان، قام أحد "العشابة" بدوار في تاونات بجمع هذه النبتة وكان برفقته تسعة أطفال ( 5 أولاد و 4 بنات) تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و 12 سنة، تناولوا جميعهم هذه النبتة. ويضيف التقرير إنه ظهرت على هؤلاء الأطفال علامات تسمم تتراوح بين البسيطة والخطيرة منها فشل في الكبد والجهاز الهضمي والغيبوبة والتشنجات، أدت في النهاية إلى وفاة طفلين من هذه المجموعة. وحسب نفس المصدر فإن "الداد" نبتة سامة جدا و هي السبب الرئيسي للوفاة الناتجة عن التسمم بالاعشاب في المغرب وفي بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وتصنف هذه النبتة باعتبارها "مشكلة صحية" ويعتبر أطفال العالم القروي الأكثر تسمما بها نظرا لمذاقها الحلو ولعدم تمييزها عن النباتات الصالحة للاستهلاك مثل "الخرشوف". وكان وزير الصحة قد أكد خلال جوابه على سؤال في البرلمان في موضوع بث بعض الإذاعات الوطنية وصفات علاجية بالاعشاب أن مسألة حماية المستهلك من الاستعمال العشوائي للأعشاب، تتطلب تظافر كل الجهود من قطاعات حكومية ومجتمع مدني، إضافة إلى المواطن المتضرر الأول والأخير من هذه الظاهرة، الذي يجب عليه الامتناع عن شراء مثل هذه الأعشاب وذلك لما تمثله من خطر على صحته. وقبل ذلك راسلت وزارة الصحة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل التدخل لوقف بث البرامج الخاصة بالنصائح الطبية على أمواج بعض الإذاعات الوطنية? لا سيما الخاصة? والتي تستضيف أشخاصا يتم تقديمهم على أنهم متخصصون في الطب أو التغذية أو التداوي بالأعشاب ويقدمون وصفات بديلة عن العلاج الطبي. وجاء في مراسلة الوزارة للهيئة ? أن هذه البرامج تقدم لمستمعيها معلومات حول علاجات مختلفة تعتمد بالأساس على مواد نباتية أو معدنية لم تعترف بآثارها العلاجية الهيئات العلمية والطبية على الصعيد الدولي أو الوطني? وتحتوي بعض منها على نسبة عالية من السموم وقد تهدد الصحة العمومية.