دعا أطباء مغاربة جميع الجهات المعنية بالمحافظة على صحة المواطنين إلى منع استمرار البيع العشوائي لعشبة "برزطم"، بعد أن تبين أنها نبتة سامة، لها العديد من الأضرار الصحية. وجاءت هذه الدعوة خلال لقاء علمي، جمع متخصصين في أمراض السرطان والكلي، احتضنه المركز الوطني لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، نهاية الأسبوع الماضي، في الرباط. ويعود سبب هذا النداء إلى ظهور عدد من الإصابات بالقصور الكلوي بين مصابين بالسرطان، وصلت نسبتها إلى 16 في المائة من مستعملي هذه العشبة، إذ يباشرون علاجاتهم الكيماوية بالموازاة مع تناولهم "برزطم"، فضلا عن تسببها في إنقاص جودة العلاجات المقدمة، ووقوفها وراء ظهور نتائج عكسية للبروتوكول العلاجي في نتائج التحاليل البيولوجية للمريض. وقال البروفيسور حسن الريحاني، اختصاصي في علاج الأمراض السرطانية بمركز أنكولوجيا ابن سينا في الرباط، في تصريح ل"المغربية"، إنه لا بد من تفعيل القوانين المغربية، التي تحضر بيع الأعشاب السامة، وعلى رأسها "برزطم"، المعروفة علميا، باسم "أغيسطولوشيا لونكا"، لاحتوائها على أسيد ذي تركيز عال في جذر النبتة. وأوضح الريحاني أن "برزطم" نبتة شائعة الاستعمال في العديد من مناطق المغرب، رغم مخاطرها الصحية، وهي متوفرة بأسعار رخيصة لدى أغلب محلات الأعشاب في المغرب، إذ تباع لعموم الناس في محلات العطارين والعشابة وفي الأسواق. ومن القوانين، التي تمنع على العشابين بيع الأعشاب السامة، ظهائر 27 فبراير 1923، و20 غشب 1926، و19 فبراير 1960، بينما تعتبر المنظمة العالمية للصحة نبتة "برزطم" بمثابة عامل من عوامل الإصابة بالسرطان. وتستعمل عشبة "برزطم" في المغرب لمكافحة العديد من الأمراض، دون سند علمي، منها استعمالها ترياقات لمكافحة لسعات الأفاعي، ولمقاومة السرطان وآلام "بومزوي"، ومشاكل الإمساك والأمعاء، وأمراض جلدية ولمقاومة الجروح المفتوحة. ويحذر أطباء الأنكولوجيا مرضى السرطان من تناول "برزطم" أثناء تلقيهم العلاج الطبي، حرصا على حياتهم، إذ أن 30 في المائة من مرضى السرطان يتناولون نبتة "برزطم"، وأكثرهم المصابات بسرطان الثدي، يستعملنها موازاة مع الأدوية الطبية المقاومة للخلايا السرطانية ومع العلاجات الكيماوية، ما يعرضهم لمضاعفات خطيرة وغير مبررة.