حذر أطباء الأنكولوجيا مرضى السرطان من تناول عشبة "برزطم"، أثناء تلقيهم العلاج الطبي، حرصا على حياتهم. وقالت مصادر طبية ل "المغربية" إن 30 في المائة من مرضى داء السرطان في مركز أنكولوجيا الرباط، يتناولون نبتة، تدعى "برزطم"، بالموازاة مع تناولهم للأدوية الطبية المقاومة للخلايا السرطانية، وخضوعهم للعلاجات الكيماوية، ما يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة وغير مبررة. وذكرت المصادر أن النبتة المذكورة تتسبب في الإصابة بأنواع أخرى من الأمراض السرطانية، وفي التأثير سلبا على وظيفة الكلي لحد الإصابة بالقصور الكلوي، بنسبة تصل إلى 16 في المائة، ناهيك عن تسببها في إنقاص جودة العلاجات المقدمة، ووقوفها وراء ظهور نتائج عكسية للبروتوكول العلاجي في نتائج التحاليل البيولوجية للمريض. وذكرت المصادر أن من أكثر المقبلين على استعمال هذه النبتة مصابات بسرطان الثدي. وقال عبد اللطيف بن ايدار، من قسم أنكولوجيا مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، أن لنبتة "برزطم" مخاطر كبيرة على الصحة، لاحتوائها مواد سامة، تضر بصحة المصاب بالسرطان، موضحا أن أطباء المركز اضطروا إلى وقف العلاجات الكيماوية لمرضاهم بعد إصابتهم بالقصور الكلوي، نتيجة "برزطم". وأفادت مصادر طبية متطابقة أن للنبتة استعمالات متنوعة، يوظفها البعض في علاج ما يسمى "بومزوي" وفي أعراض الإمساك، وفي علاج آلام الأمعاء، ولوقف التهابات جلدية. وتتضمن هذه المادة مواد سامة مركزة على مستوى جذورها، تسمى ب"أسيد أريسطولوشيك". وتتوفر النبتة بأسعار رخيصة لدى أغلب محلات الأعشاب في المغرب، لغياب قانون يحظر تسويقها. ونبه الأطباء مركز اليقظة الدوائية إلى المخاطر الصحية للعشبة، مطالبين باتخاذ التدابير الضرورية بهذا الخصوص، فأصدر مركز اليقظة نشرة إنذارية في العام الماضي. واتفق أطباء علاج الأمراض السرطانية ومركز اليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة، على عقد يوم دراسي في شهر شتنبر المقبل في الرباط، للحوار حول مخاطر "برزطم"، من أجل الخروج بإجراءات موحدة للحد من استعمالها العشوائي، وتوعية المرضى لوقف تناولها. يشار إلى أن نبتة "برزطم" كانت مثار احتجاج الأطباء الاختصاصيين في الأنكولوجيا، في عدد من المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وأصدروا بخصوصها عددا من التصريحات والنشرات الإنذارية، لأنها تعطي نتائج عكسية على جودة العلاجات المقدمة للمصابين بالداء، إذ تحول دون بلوغ أي تحسن في نجاعة وفعالية العلاجات الطبية.