هل تشعر بألم مزمن في البطن؟ هل تعاني من إسهال أو إمساك مزمن أو تعاني منهما بالتناوب؟ هل تشعر دائما بانتفاخ في البطن مع زيادة الغازات؟ أكيد أنك ذهبت لرؤية الطبيب، ورغم الفحوصات والتحاليل لم تظهر وجود أي اضطراب بيوكيميائي أو خلل تشريحي. هذه النتيجة غالبا ما تثير لديك الإحباط وتشعرك بأن الطبيب لا يصدق شكواك أو لا يتعامل معها بجدية كافية، إذ يخبرك بأنك معافا تماما و كل ما تحس به من آلام لا توجد إلا في دماغك فقط أو كما يقال في لغتنا العامية " عندك العصب في المصران"، وفي الحقيقة هذا الوصف لا يختلف عن تسمية الاضطراب الذي تعاني منه إذا يلقب ب" القولون العصبي". هو من أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية وهو شائع جدا، ففي الدول الغربية مثلا يصيب 10 إلى 20 في المئة من البالغين. له طابع مزمن تتخلله فترات تتفاقم فيها الأعراض وفترات أخرى من الهدوء (صعودا وهبوطا). وهو يسبب معاناة كبيرة ويمس بجودة حياة المريض. الأمعاء عند مريض القولون العصبي لا تعمل بشكل طبيعي رغم أنها تبدو سليمة. العضلات في داخل الأمعاء تتقلص عادة بشكل خفيف لتحرك الطعام من المعدة إلى المخرج. أما عند الشخص المريض، تعرف هذه العضلات تشنجات أي تكون في حالة تقلص أطول من العادة مضرة بحركة الطعام داخل الأمعاء، فهي إما سريعة تعطي الإسهال أو بطيئة تسبب في القبض. كما أن الأعصاب الصغيرة الموجودة في الأمعاء تكون مفرطة الحساسية، فالشخص السليم لا يشعر بفقعات الغاز التي توجد عادة في أمعائه، أما في حالة القولون المتهيج فإنها تسبب له في آلام في البطن وشعور بالانتفاخ. وهناك أعراض أخرى تظهر لدى المرضى كاضطراب في النوم وآلام في العضلات والمفاصل وكذا التعب المزمن. كما أن العديد من مرضى القولون العصبي يعانون أيضا من القلق المفرط والاكتئاب، وقد يعتقد الجميع أنهما هما المتسببان في المرض إلا أن الرأي السائد لدى الخبراء ينفي ذلك فهما فقط يؤديان إلى تفاقم أعراض مرض القولون العصبي أما السبب المباشر لهذا المرض فلا يزال مجهولا. للأسف لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه نهائيا، لكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعدك على تحملها وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، كما أنه قد ينصحك بنظام غذائي مناسب والابتعاد عن القلق والتوتر والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي. لكن عليك الانتباه في حالة نقص سريع في الوزن أو ارتفاع في درجة الحرارة أو خروج دم أحمر مع البراز أو البول أو تغير لون البراز إلى أسود أو في حالة إسهال متواصل حتى في الليل أو آلام متواصلة في البطن حتى أثناء النوم، في حال ظهور هذه الأعراض عليك الذهاب إلى الطبيب فورا لأن أيا منها لا يسببها القولون العصبي، وقد يتعلق الأمر حينها بمرض آخر وجب الكشف عنه وعلاجه.