الحسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، يرى أن مسؤولية تفاقم الجريمة، ومن خلالها مسؤولية رواج الحبوب المهلوسة يتقاسمها الجميع، مؤكدا في تصريح ل"التجديد"، أن هذه المسؤولية ليست بنفس القدر بين كل الأطراف، وأن القسم الأكبر تتحمله المؤسسة الأمنية، ووزارة العدل والحريات، والدليل -يضيف البغدادي- هو استشراء هذه المواد بشكل مخيف عبر التراب الوطني، وفي جميع مناحي الحياة وخاصة في الملاعب الرياضية والمؤسسات التعليمية، والأحياء الشعبية وغيرها، وقال إن القرقوبي ضرب في العمق الشريحة الأوسع من الشباب المغربي من خلال المظاهر التي طفت على السطح كالتعري بالملاعب الكروية في دراجات حرارة أقل من الصفر على مرأى ومسمع من الجميع، وحمل السيوف أو مايعرف حاليا بظاهرة "التشرميل" وقتل الأصول واعتراض المارة وغيرها، يضيف المتحدث. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن هذه الظاهرة باتت بأبعاد كثيرة، وانتشارها غدا كالسيل العرم يجرف معه كل شيء في طريقه، مشددا على أن التأثير الأكثر خطورة الذي يسببه تناول القرقوبي يتجلى في انفصال مستعمليه، وانسلاخهم عن الواقع مرفوقا بالشعور بالعدوانية والرغبة في الانتقام وتغييب أي وازع أخلاقي، أو ديني، أو أية نتائج قانونية، أو عواقب زجرية، قد تترتب عن السلوك الجرمي الذي قد يقدم عليه المدمن، هذا مايجعل معظم الجرائم الناتجة عن المخدرات يكون المتورطون فيها الأشخاص المدمنون على القرقوبي بالدرجة الأولى. وأكد "البغدادي" أن المتعاطين للقرقوبي يشكلون الطيف الأوسع داخل الفئات المدمنة على المخدرات، وذلك لأسباب يعرفها الجميع أهمها سهولة الحصول على هذه المادة مع تنوع العرض والتي تأتي معظمها من الحدود الشرقية للمغرب وبأثمان بخسة، ومن تم فالتصدي لهذا الخطر لن يتأتى إلا بتكاثف الجهود بين جميع القوى الحية ومن كل المواقع، من خلال تكثيف حملات توعوية على أوسع نطاق، ووضع آليات جديدة لتفعيل وتشديد القوانين الخاصة بترويج واستهلاك القرقوبي، واستنفار المجتمع المدني من أجل الانخراط بقوة في درء وصد هذه الظاهرة ومحاصرتها بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، إلزام وسائل الإعلام القيام بدورها كاملا فيما يخص مناهضة سلوك الإدمان وتصحيح الحمولات الثقافية الخاطئة لدى الشباب المرتبطة بتعاطي المخدرات عامة والقرقوبي خاصة، وخلق مراكز جهوية لعلاج ومرافقة وإدماج ضحايا الإدمان على المخدرات.