شارك الباحث ابراهيم بوشوار عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين في المؤتمر بمداخلة عنونها ب"الفلسفة بين الملك الخاص والحق العام". الباحث اختار مناقشة الرأي الذي ينطلق من الزعم بأن الفلسفة معجزة إغريقية ، فلا فلسفة قبل الإغريق ، ولا بعدهم إلا باقتفاء آثارهم في التفكير ، وهو الرأي الذي قال به في الفلسفة الألمانية الحديثة هيغل الذي يرى أن تاريخ الفلسفة بدأ مع الغرب ، وكل ما لدى الشعوب الشرقية بمختلف لغاتها وثقافاتها لا يرقى إلى مستوىالفكر الفلسفي ، ومارتن هييدجر الذي اعتبر اللغة الإغريقية هي اللغة الوحيدة التي يكلمنا فيها اللوغوس ، و ليس لأية لغة أوروبية أو شرقية هذا الامتياز سوى اللغة الجرمانية. أما أشهر من قال بذلك من العرب فهو علي سامي النشار الذي رفع الفلسفة الإغريقية إلى مرتبةكونها أنبل ما في الوجود ، وطه حسين الذي جرد العرب من الديموقراطية والخطابة وحرية الرأي التي هيي الأسباب المباشرة لظهور الفلسفة اليونانية . بوشوار انطلق من التصور الطاهوي من الفلسفة العربية – الاسلامية التي يرى أنها فلسفة إغريقية بأحرف عربية ، وموقفه من ابن رشد بكونه مجرد مقلد لأرسطو، موضحا أن هذا المنطلق يقتضي أن لا نبحث في الفلسفة العربية الاسلامية عن الفلسفة ، بل في مجالات أخرى داخل الفكر الإسلامي ، وهو المجال الذي عبر فيه العقل الاسلامي عن نفسه خارج التبعية للفلسفة الاغريقية ، ومبينا أننا إذا أردنا الرجوع إلى البدايات فينبغي البحث عن الفلسفة العربية في الشعر وفي الأمثال السائرة وفي الحكم ، على اعتبار أن ما لم يكن لدى العرب قبل نقلهم للفلسفة اليونانية هو الفلسفة على مقتضى المجال التداولي الإغريقي ، وليس الفلسفة بوجه عام ، وهو ما ناقشه في مداخلته. مشيرا إلى أن المنظرين الذين سقطوا في التغريق وفي الدفاع عن أصالة الفلسفة اليونانية ، انطلقوا من طبيعة الموضوعات التي خاض فيها فلاسفة الإغريق في مجال الانطولوجيا والميتافيزيقا والمعرفة ، ومؤكدا أنه إذا كان مقبولا أن يدافع الأوروبيون عن أصالة فلسفتهم بحسب ارتباطها التاريخي باليونان ، فليس مبررا أن يسير العرب على منوالهم ، في وقت يجب عليهم أن يبينوا ماإذا كان للعرب فلسفة أ لا؟