في تصريحات مثيرة، قالت كنزة الغالي نائب عمدة مدينة فاس حميد شباط إن بإمكان " الإسبان أن يأتوا لنبش قبر أبو عبدا لله أخر ملوك غرناطة وترحيل رفاه إلى اسبانيا". وأضافت النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أن المجلس البلدي لمدينة فاس " لا يتوفر للأسف على ميزانية مالية" لمشروع ترميم القبر، مبرزة انه إلى جانب انعدام الميزانية فإنه ايضا لا توجد رغبة في ذلك. تصريحات كنزة الغالي جاءت بعد الضجة التي أثارها مقال انتقد فيه الدكتو حمزة الكتاني نائب الكاتب العام لجمعية ذاكرة الأندلسيين بالمغرب، الوضعية المزرية التي يوجد عليها قبر آخر ملوك غرناطة، أبو عبد الله الصغير محمد بن علي ابن الأحمر النصري، المعروف بالريتشيكو، وتحول القبر الموجود بحي المصلى بمقاطعة المرينيين بفاس، حيث تقام صلاة العيدين كل سنة، إلى مزبلة. واعتبر الكتاني أن "أبا عبد الله الصغير يمثل رمزا للأندلس والأندلسيين، وهي هوية ينص عليها الدستور المغربي"، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار لمثل تلك المواقع بصيانتها وتوسيعها وفتحها لعموم الزوار، والتعريف بها". وذكر أنه زار مؤخرا رفقة وفد من المكتب الإداري لجمعية إحياء ذاكرة الأندلسين، برئاسة رئيس الجمعية، بعض مآثر الأندلسيين بمدينة فاس، ومنها قبر آخر ملوك غرناطة أبو عبد الله الصغير محمد بن علي ابن الأحمر النصري المعروف بالريتشيكو، وقال الكتاني، "آلمنا أن وجدنا قبر آخر ملوك الأندلس الموجود ضمن قبة الولي الصالح أبي القاسم المشذالي صار مزبلة بل ومرحاضا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، يضيف الكتاني، "والأسوأ من ذلك أن السلطات المحلية ممثلة فيمن عرّف لنا نفسه بأنه مقدم في المنطقة ومجموعة من شبابه لحقت بنا وطالبتنا بإعطائها أوراق التعريف الوطنية ما قوبل بالرفض والانزعاج من الجميع، وقد كنت أزور تلك القبة مرارا من قبل، نظرا لإخفاء قبر الإمام الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني بها، حسبما بلغني، فلم أكن ألمس أي تحرك أمني، خلافا لما وجدته اليوم". يذكر أن أبو عبد الله الصغير شهد سقوط غرناطة سنة 1492، وحاول حقن دماء أهلها بعد المجزرة الفظيعة التي قتل فيها المسيحيون جل أهل مالقة عندما رفضوا تسليمها، وذلك بالتوقيع على معاهدة تكفل لهم جميع حقوقهم، بعد يأسهم من المدد المريني والمدد العثماني لإنقاذهم من الحصار. ويرى الكتاني في الأخير، أن أبا عبد الله الصغير يمثل رمزا للأندلس وللأندلسيين، مضيفا، "وهي هوية ينص عليها الدستور المغربي، كما أنها هوية يحترمها العالم ويقدرها، وتاريخ عظيم يجمع المشترك بين إسبانيا والمغرب، لا يمكن التفريط فيه". الصورة: صورة لمكان القبر وفي الإطار كنزة الغالي