علمت "المغربية"، لدى مصدر من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس، أن فريقا من الباحثين الأركيولوجيين متعدد الجنسيات تمكن، الثلاثاء الماضي، من انتشال رفات أحد القبور، بمنطقة المرينيين بمدينة فاس ويُرجح أنه يعود لأبي عبد الله محمد الثاني عشر، الملقب بالغالب بالله، وبالصغير، آخر ملوك غرناطة بالأندلس، الذي توفي سنة 1527. وجاء هذا الاكتشاف التاريخي المهم بعد إنجاز الفريق العلمي دراسات في أماكن متفرقة من مدينة فاس العتيقة، بحثا عن قبر الغالب بالله، قبل أن يستقر رأي الباحثين على أن المكان المحتمل لدفن ملك غرناطة، آخر معقل للمسلمين بالأندلس، قد يكون المصلى القديمة، الكائنة بمنطقة المرينيين بالجهة الشمالية لمدينة فاس العتيقة، وهو الموقع الذي نجح الفريق الأركيولوجي في أن يحدد به قبرا، يُرجح أنه يعود إلى أبي عبد الله محمد الثاني عشر. وجمعت رفات دفين هذا القبر القديم لإخضاعها للتأريخ داخل المختبر باستعمال التقنيات الحديثة، ومن بينها تقنية الكربون 14 المشع، لتحديد تاريخ الدفن بدقة وعمر صاحب الرفات، ما من شأنه أن يؤكد إن كان الرفات يعود بالفعل إلى الغالب بالله، آخر ملوك الطوائف بالأندلس، الذي تذكر المصادر التاريخية المختلفة أنه ركب البحر من منطقة "أدرة" بالأندلس ونزل بمدينة غساسة الأثرية بنواحي الناظور، قبل أن ينتقل للاستقرار بمدينة فاس، التي لقي بها مصرعه سنة 1527، إثر اقتتاله مع قريب له كان يحكم مدينة فاس آنذاك، دون أن يُعرف، منذ ذلك التاريخ، بالتحديد مكان دفنه. يذكر أن استسلام مملكة غرناطة، المعروفة بآثارها الإسلامية العربية كقصر الحمراء الشهير، كان بتاريخ 1492، عندما دخلتها جيوش الملكين المسيحيين فرديناند الخامس وإيزابيلا، ملكي قشتالة وأرغو، بعد حصار طويل، انتهى باستسلام غرناطة الإسلامية ولجوء عائلتها الملكية وعلمائها والكثير من سكانها إلى المغرب، هروبا من بطش المسيحيين الإسبان، الذين خيروا أهلها من مسلمين ويهود غرناطة بين اعتناق المسيحية أو القتل.