أرجأت المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء محاكمة الداعية السلفي "عبد الحميد أبو النعيم" إلى جلسة الخامس من شهر فبراير المقبل. ومثل "أبو النعيم"، الأربعاء، أمام المحكمة بعين السبع الدارالبيضاء، للنظر في أولى جلسات اتهامه بارتكاب أفعال بينها "السب" و"القذف"، على خلفية تصريحات أدلى بها، مؤخرا، وأفتى خلالها ب"تكفير" شخصيات يسارية. لكن المحكمة أجلت جلسات المحاكمة إلى ال 5 من الشهر المقبل؛ استجابة لطلب دفاع "أبو النعيم" من أجل الاطلاع على أوراق القضية، وتحضير مذكرة الدفاع، بحسب مصادر قضائية. وشهدت جلسة محاكمة "أبو النعيم"، الأربعاء، إجراءات أمنية مشددة. كما اكتظت قاعة المحكمة بممثلي مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية وبعض أتباع "أبو النعيم". وفي وقت سابق، قررت النيابة العامة متابعة "أبو النعيم" قضائيا على خلفية تكفيره الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، والناشط الأمازيغي أحمد عصيد وشخصيات يسارية أخرى، دعت إلى مراجعة أحكام الإرث في الشريعة الإسلامية وتجريم تعدد الزوجات. كما وصف عضوات الحزب ب"البغايا" في شريط مصور بثه على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار ضجة قوية في الأوساط المغربية. وخضع "أبو النعيم" في السادس من الشهر الجاري، قبل أن يتم إطلاق سراحه. وبحسب مصادر قضائية، تشبث "أبو النعيم" بفتواه التكفيرية، على خلاف ما نشرته وسائل إعلام محلية نسبت إليه اعتذاره وتراجعه عن فتواه. وكانت صحف مغربية أشارت إلى أن "أبو النعيم" اعتذر عن فتواه التكفيرية بعد ساعات من التحقيقات. غيى أن "أبو النعيم" قال، في بيان أصدره بداية الأسبوع الجاري، وحصل مراسل الأناضول على نسخة منه، إن ما نسب إليه "فرية عظمى وكذبة كبرى"، واصفا تلك المنابر ب"إعلام المسيح الدجال". وأضاف أن ما ساقه من أقوال في تكفيره لإدريس لشكر وأحمد عصيد "مدعم بالكتاب والسنة والإجماع المتيقن"، على حد قوله. وجاء في بيانه أيضا أن "من اعتذر لأمثال هؤلاء فقد خان الله ورسوله ودينه الحق".