تم إنشاء جماعة تكانت سنة 1992، وتقع على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين مدينة بويزكارن ومدينة كلميم، يمارس سكانها النشاط الفلاحي نظرا لتوفر المعطيات الأساسية من مياه وافرة (عيون، آبار...) وأراض شاسعة خصبة ومنبسطة. ورغم هذه المعطيات فالمجلس الجماعي لم يساهم في خلق برامج تنموية من شأنها أن ترقى بالجماعة إلى المستوى الذي ينشده أبناؤها الأبرار. 1 تدبير عشوائي للشأن المحلي: العابر إلى أقاليمنا الصحراوية عبر تيزنيت ثم بويزكارن، لاشك ستستوقفه جماعة تكانت المركز التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مدينة كلميم ، المتميزة بالأراضي المنبسطة التي تنتظر من يستثمرها، ولاشك أن محطتا البنزين والوقود أضفتا عليها طابعا استثنائيا مقارنة مع بقية الجماعات بإقليم كلميم. وأول ما يثير انتباه العابر هو عدد المحلات التجارية والمقاهي التي تزداد يوما عن يوم على حساب المستغلات الزراعية، ومنها المحلات التجارية التي بناها المجلس الجماعي الحالي، ولكن للأسف ظلت مقفلة منذ أن تم تشييدها بمعية السوق الجماعي، وكان العديد من المهتمين يطالبون بتفويتها لحساب الطلبة المجازين والمعطلين للمساهمة في امتصاص نسبة من البطالة. كما أقدم المجلس الحالي أيضا على تفعيل مشروع الإنارة العمومية على جانبي الطريق الوطنية العابرة لتراب الجماعة، وكان من الأفضل، حسب المهتمين، وترشيدا للمال العمومي، أن توضع هذه الأعمدة المخصصة للإنارة العمومية في جانب واحد ويخصص الباقي من الأعمدة لأحياء ودروب وأزقة تكانت الدوار التي تعيش إلى اللحظة الظلام الدامس الذي يشجع على أعمال السرقة والنهب. إذا استثنينا هذين الأمرين، فإن المجلس أظهر عجزه في مقاومة ومعالجة بعض المشاكل العويصة التي تعاني منها تكانت، وعلى رأسها ظاهرة الأزبال المنتشرة على كل جنبات الجماعة وأمام مؤسسات عمومية كالمستوصف والمركز الإداري ودار الجماعة ذاتها. كما أن الطوار الموضوع على جنبات الطريق الرئيسية بشكل عشوائي يساهم في تجمع كميات مهمة من النفايات ومياه الأمطار، التي بركا مائية تفسد المنظر العام على الطريق الوطنية. كما فشل المجلس في جلب استثمارات من شأنها أن تساهم في استغلال المعطيات الفلاحية المهمة بهذه الجماعة. ومما يزيد الطين بلة إقدام بعض أعضاء المجلس الجماعي على الشطط في استعمال السلطة بفرض قوانين واهية، خصوصا في مجال تسيير شؤون الجماعة والسكان كمياه السقي، ناهيك عن سوء تدبير وتسيير المداخيل المالية التي ترد على الجماعة من مثل ضريبة الذبح وواجب كراء مقالع الحجارة.
قطاع فلاحي دون المستوى منذ الأزل، وسكان تكانت والمناطق المجاورة لها يشتغلون بالنشاط الفلاحي نظرا لتوفر الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، ولتوفر كميات مهمة من المياه، لكن الإنتاج الفلاحي يظل دون المستوى المطلوب، ولو أنه عرف في السنوات الأخيرة تراجعا بسبب الظروف المناخية والمواد الكيماوية المستعملة في عملية تنظيف وغسل الملابس. ويظل مشكل توزيع هذه المياه أكبر المشاكل وأخطرها على الإطلاق، وهو ما يعرف في الأمازيغية ب"تيرام وَّمان" أي الحصص المائية التي توزع بطريقة "تناست"، أي 12 دقيقة، ويبلغ عددها 2400 نوبة أو حصة، يقوم بتوزيعها شخصان أو أمينان، الأول يطعن السكان في عمله ويتهمونه بأنه لا يراعي إلا مصلحة نفسه، ويقولون إن عنده أزيد من 2000 "تناست" يوزعها على السكان (أصحابها) كل 30 يوم، لكن الأمين الثاني الذي يتوفر على 004 حصة يوزعها على أصحابها في كل 42 يوم وهو الأصل منذ القدم، غير أن تداخل المصالح الشخصية واستغلال السلطة والنفوذ دفع بالأمين الأول، حسب السكان، إلى التلاعب في المياه والمساومة فيها بشتى الوسائل كالبيع والشراء والاكتراء، وهذا ما دفع بالجمعيات بتكانت إلى توجيه عريضة استنكارية إلى المسؤولين ، مطالبة فيها الجهات المعنية بفتح تحقيق في الموضوع لرفع اللبس والضرر على السكان في الطريقة التي تم بها توزيع مياه السقي، التي تنبع من عين تكانت عبر ا"لخطارات" التي شهدت هي الأخرى عشوائية في البناء مقارنة مع تلك التي بنيت في عهد الاستعمار الفرنسي. وطالبت العريضة المسؤولين بالتدخل لإزالة تلك العقبة التي تحول دون تدفق المياه بشكل عادي وسليم على بعد أمتار من العين أو المنبع. والزائر وأكد بعض المهتمين أن هناك أياد خفية من صالحها أن تظل الأمور على حالها. هذا كله لم يمنع بعض الخواص من خوض تجربة الضيعات الواسعة المستعملة لإحدث الطرق في نظام السقي واستعمال الأسمدة والمواد المخصبة. وإذا عرجنا على أهم المغروسات بتكانت نجد في المرتبة الأولى شجرة الزيتون وبعض المغروسات والنباتات الأخرى بالإضافة إلى الخضر التي يوجه جزء منها إلى الأسواق المحلية الأسبوعية.
مستوصف يتيم وتعليم هزيل تضم الجماعة مستوصفا قرويا يتيما وغير مجهز، به ممرض واحد وطبيبة تزوره من حين إلى آخر لعدد سكان جماعة تكانت الذين يتجاوزون 5600 نسمة، مشتتين بين عدة دواوير، وهذا يعني أن الخدمات الطبية بهذه الجماعة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، كما تفتقر الجماعة أيضا لمستودع للأدوية وكذا لصيدلية، ليبقى الملاذ الوحيد لسكان الجماعة هو المستشفى العسكري بمدينة بويزكارن إن ظل هذا المستشفى في مكانه لأن هناك من يروج بأن يوزكارن وسكان المناطق المجاورة من إقليمي تيزنيت وطاطا سيحرمون من خدمات هذا الأخير، بدعوى نقله إلى عاصمة الجهة كلميم ومن أغرب ما يثير التساؤل سحب اعتماد سيارة الإسعاف من ميزانية وجماعة تكانت. وتظل مجموعة مدارس مولاي أحمد الدرقاوي المؤسسة التعليمية الوحيدة الرسمية بتراب الجماعة، كما تم فتح ملحقة لإعدادية محمد الشيخ (ببويزكارن) بمركزية المجموعة المذكورة، وذلك لتشجيع تمدرس الفتاة في العالم القروي، ولتجاوز مشاكل الداخلية وتنقل التلاميذ. لكن هذه الملحقة، وكغيرها من الملحقات بإقليم كلميم، تشهد عدة مشاكل كنقض وانعدام التجهيزات وضعف البنية التحتية وغياب الملاعب الرياضية والقاعات المتخصصة والماء الشروب والمراحيض... مما ينذر بمشاكل عويصة في الدخول المدرسي المقبل.
مشاكل في الماء والكهرباء تزويد مركز تكانت بالماء الشروب عرف سلسلة من المشاكل بعد أن أخل المجلس الجماعي ببنود الاتفاقية المبرمة بين عدة أطراف بما فيها والي الجهة ومندوبية التجهيز وكذا الجمعية المكلفة، وهذا الأمر يحمل أكثر من تساؤل لأنه مشكل متعارف عليه بإقليم كلميم نظرا لوجود نفس المشاكل ببعض الجماعات، فلصالح من تفسخ عقود الاتفاقيات، خصوصا وقضية الماء الشروب في تكانت مطروحة أمام القضاء؟ نفس الوضعية تعيشها شبكة توزيع الكهرباء نظرا لتقادم وتهالك أسلاك الربط النحاسية، أضف إليها أن أزقة تكانت تعيش الظلام الدامس نظرا لغياب مصابيح الإنارة العمومية، والشبكة أيضا تحتاج إلى توسعة شاملة لجميع أحياء ودواوير جماعة تكانت.
مقومات لو تستغل!! و تعتبر "تكانت" مركز الزاوية الدرقاوية بالمنطقة، مما يضفي على طابعها الاجتماعي تميزا دينيا، كما أن "القصبة" المبنية في عهد السيبة يمكن إصلاحها لاستغلالها سياحيا، بجانب المسجد القديم، وكذا المجال الأخضر الواسع، وتضم الجماعة أزيد من 9 جمعيات ثقافية ورياضية واجتماعية وفلاحية، وهذا ينم عن مدى اهتمام فئة الشباب بشؤون جماعتهم ورغبتهم في المساهمة في تنمية المنطقة على جميع المستويات، لكن يواجهون بعراقيل يضعها أمامهم المجلس الجماعي، الذي عليه أن يفكر في ضرورة تشغيل بناية النادي النسوي التي تتعرض للتخريب، مما يعني ضياع الملك العمومي، وضرورة بناء دار الشباب للمساهمة في نقاش الأنشطة الرياضية والثقافية بالجماعة، وإنشاء ملعب لكرة القدم على غرار باقي الجماعات وتقديم يد العون لكل راغب في العمل الهادف والجاد.