مع تقدم الإنسان في السن تظهر العديد من الأمراض التي يسميها الأطباء ب «أمراض الشيخوخة» والتي تتوزع ما بين أمراض القلب والشرايين، خرف الشيخوخة أو ما يعرف ب»الزهايمر»، مرض «باركنسون»، الاكتئاب، هشاشة العظام، اضطرابات الحركة والاتزان والسقوط المتكرر، السكري، السلس البولي، سوء التغذية، والآلام المزمنة ..، إلى غيرها من الأمراض التي قد تصيب المسن دفعة واحدة. وبالنظر إلى بلوغ عدد المسنين في المغرب قرابة 3 ملايين مسن حاليا فإنه على مستوى الرعاية الصحية، لم يبدأ الاهتمام بهذه الفئة إلا في وقت قريب وبشكل محتشم، إذ قررت وزارة الصحة إدماج دراسة طب الشيخوخة بجميع كليات الطب والصيدلة بالمغرب، بينما لا يوجد في المغرب سوى 10 أطباء متخصصين في طب المسنين 3 منهم في الدارالبيضاء والباقي متفرقين على عدد من المناطق كالرباط، القنيطرة، طنجة. بالمقابل لا تزال بعض التحركات في هذا الاتجاه لم تر النور مثل إعداد دراسة حول مجال «المراضة» لدى الأشخاص المسنين وإنشاء مركز وطني للأشخاص المسنين المصابين ب»الزهايمر» والتي ما تزال في طور الدراسة التقنية. وبسبب السرعة التي يذهب فيها المغرب باتجاه الشيخوخة إذ تضاعف عدد المسنين في ظرف أقل من 30 سنة، في الوقت الذي لم يكن المغرب مستعدا لهذا التحول الديموغرافي، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وأيضا الصحية، فالأولويات الصحية للحكومات المتعاقبة كانت تذهب نحو التقليص من أعداد وفيات الأمهات، ومحاربة الأمراض التعفنية التي تعرف انتشارا كالسل، ولم يكن للاهتمام بفئة المسنين أي وجود في أولويات المغرب الصحية. وتزداد هذه الوضعية تفاقما إذا ما علمنا أن حوالي 16 في المائة فقط من المسنين هم من يتوفرون على تغطية صحية، في حين أن 84 في المائة لا يتوفرون على أية تغطية صحية، لكن دخول نظام المساعدة الطبية «راميد» حيز التنفيذ قد يساعد في التخفيف من العبئ المادي الذي تشكله هذه الأمراض.