يعد المسعى الحقيقي لإنشاء المدارس الجماعاتية هو البحث عن مواقع تتوفر فيها الشروط المطلوبة للتخفيض من التكلفة والأعباء المالية قدر المستطاع، وذلك في إطار ترشيد التجهيزات المتوفر وحسن استعمالها، وقد رصدت الوزارة المكلفة بالقطاع مجموعة من الأهداف التي ترنو إلى تحقيقها من إنشاء المدارس الجماعاتية. الأهداف الكبرى المبتغاة من المشروع أو مزايا المدرسة الجماعاتية: أولا: تصحيح وتلميع صورة المدرسة كمؤسسة اجتماعية في أذهان السكان وثقافتهم، وإشراك الساكنة في تدبير وتسيير شؤون المدرسة عن قرب. ثانيا: تجميع تلميذ المستوى الواحد في الفصل الواحد لتفادي الأقسام المتعددة المستويات، والتخلي التدريجي عن نموذج الفرعية، واستغلال الوحدات المدرسية المهجورة/ الفرعيات بتوظيفها في التعليم الأولي والتربية غير النظامية ومحاربة الأمية بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني والساكنة. ثالثا: ترشيد الموارد البشرية وضمان استقرار الأساتذة في ظروف أفضل ومراكز حضرية وشبه حضرية مجهزة توفر فرص التواصل والترفيه والتسويق والحد من عزلتهم الدافعة إلى غيابهم. رابعا: تتبع المسار التربوي والتعليمي للمتعلمين، وتمكين التلاميذ من الاستفادة من التنشيط الرياضي والثقافي والتأطير الصحي وتوفير خدمات الإطعام والدعم التربوي والاجتماعي، وتوفير ظروف ولوج الوسائل المعلوماتية. خامسا: تربية المتعلم على الاعتماد على النفس وتنشئته داخل الجماعة، وإبداع فضاء منفتح على المحيط السوسيوثقافي من أجل كسب تعلمات مدنية فاعلة للتلميذ والمحيط. سادسا: تسهيل عملية المراقبة وتأطير المدرسين وحل معضلة إعادة الانتشار بشكل نهائي بالقضاء على الخصاص بالبوادي وتجنب الهذر المدرسي بإقبال التلاميذ على المدرسة، والقضاء على عوائق تعليم الفتيات وتقضي على الهدر بكل تجلياته وأنواعه المادي، والبشري، والمدرسي، والزماني... ولتحقيق تلك الأهداف فإن الوزارة الوصية أخذت على عاتقها إشراك عدة متدخلين من ولايات وأقاليم والأكاديميات الجهوية والجماعات المحلية، والتعاون الوطني، وجمعية دعم مدرسة النجاح، والسكان، والمجتمع المدني والمحسنون، والفاعلون الاقتصاديون.