اعتبر الدكتور لحسن الداودي، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن انفتاح المغرب على الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب انفتاحه على الاتحاد الأوروبي، أمر إيجابي حتى لا يبقى سجين سوق وحيدة، وقال في تصريح ل"لتجديد": "بإمكان المغرب أن يوسع من أسواقه الخارجية لأن أوروبا لها مشاكلها الخاصة التي تفرضها علينا، بينما لا نجد المشاكل نفسها في الولاياتالمتحدة"، مضيفا "فالمشاكل التي لدينا مع أوروبا في المجال الفلاحي يمكن حلها مع غيرها، إذن يمكن للمغرب أن ينطلق من تكامل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي واتفاقية الشراكة مع الولاياتالمتحدة حتى يحقق أكبر قدر من المصلحة". وأشار لحسن الداودي إلى أن الإشكالية المطروحة عند توقيع كل اتفاقية شراكة بين طرفين، هي وجود موازين قوى غير متكافئة، مبرزا في الآن ذاته أن الأهم هو جلب أكبر قدر ممكن من المصلحة بالمقابل التخفيف من الجانب السلبي. من جانبه أكد إدريس بنعلي، محلل اقتصادي، أن المغرب له مصلحة إلى حد ما في عقد اتفاقية تبادل حر مع الولاياتالمتحدة، مادام يدعى أنه اقتصاد منفتح ومنخرط في العولمة، وقال إدريس بنعلي: "إن الولاياتالمتحدة اختارت أن تقيم هذه الاتفاقية مع دولتين في العالم العربي، وهما الأردن في الشرق، والمغرب في الغرب، نظرا لكون المغرب يقرب جغرافيا من أوروبا، ويتوفر على رصيد في الاقتصاد الليبرالي، وثقافة سوق متقدمة على باقي دول المنطقة التي كانت لها أنظمة أخرى، وأضاف للتجديد "وتعتبر أمريكا المغرب بمثابة أرضية لإقامة شركاتها المتعددة الجنسية لغزو السوق الأوروبية، وهو شيء يخيف الأوروبيين، خاصة وأن المغرب ما يزال في طريق النمو، ولا يتوفر على سوق، لأن القدرة الشرائية ضعيفة". وأوضح في المحور ذاته أن هناك صراعا خفيا بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، يترجمه من جهة رغبة الولاياتالمتحدة في توقيع اتفاق تبادل حر مع المغرب لإقامة مشاريع صناعية به ومن ثم غزو السوق الأوروبية، ومن جهة ثانية معارضة أمريكا الشديدة لتوقيع اتفاق مماثل بين الاتحاد الأوروبي ودولة المكسيك، حتى لا تغرق أوروبا السوق الأمريكية بمنتجاتها، فضلا عن المواقف المتباينة بين الطرفين حيال الحرب ضد العراق، إذ تسعى الولايات حسب بنعلي "إلى الدخول للعراق للسيطرة على بترول الشرق الأوسط، ومنه إلى السيطرة على الاقتصاد العالمي، وضبط تحركات كل من اليابان والاتحاد الأوروبي. وعن التكتم الذي ساد الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب وأمريكا حول إنشاء منطقة للتبادل الحر قال بنعلي "عندما تكون هناك مفاوضات، يقال إنه من الأفضل أن يكون هناك تكتم حتى تنجح هذه المفاوضات، وحتى لا تؤثر مجموعات الضغط، ومنها الصحافة، على سيرها، وكل هذا يدخل في إطار تاكتيك عدم الإفصاح عن طبيعة المراحل المتبقية من التفاوض". وكانت الجولة الأولى من المفاوضات التجارية بين المغرب وأمريكا قد أنهت أشغالها بواشنطن يوم 25 يناير الماضي في جو من التفاؤل والاستعداد الثنائي الكامل لإنهاء المباحثات قبل نهاية السنة الحالية، حضرها عن الجانب المغربي وفد يتكون من ثلاثين مفاوضا يترأسهم الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري المكلف رسميا بمباشرة التفاوض مع الولايات. يشار إلى أن المغرب سيحتضن الجولة الثانية من هذه المفاوضات يوم 25 مارس المقبل. محمد أفزاز