تعرضت برامج رمضان في القنوات العمومية في أسبوعها الأول لانتقادات شديدة في المواقع الاجتماعية على الأنترنيت، وانضمت الجمعية المغربية لحقوق المشاهد إلى منتقدي ما اعتبروه ابتذالا وعنصرية وتجاوزات أخلاقية شهدتها بعض مواد البرمجة الرمضانية الدرامية والكوميدية على القناة الثانية «دوزيم» وقناة «ميدي 1 تيفي» و «القناة الأولى». وتوجهت أغلب الانتقادات إلى الكاميرا الخفية «جار ومجرور» على قناة الثانية «دوزيم» والتي سجل على مستواها كون بعض حلقاتها عبارة عن تمثيلية وليست كاميرا خفية منها حلقة الممثل إدريس الروخ الذي صرح بنفسه لوسائل الإعلام أنها مثلت ولم تصور خفية، إلى جانب ما بدا من عنصرية في حلقة «جار ومجرور» التي استضافت الممثل المصري أحمد بدير حيث وظف عددا من الأفارقة وأشخاصا قصيري القامة للتخويف حيث تم تصويرهم وكأنهم من كوكب آخر أو مخلوقات غير بشرية. واستنكر منتقدو برنامج «جار ومجرور» تمرير عبارة دارجة فاضحة تضمنتها الحلقة الثالثة منه كان ضيفها مغني الراب «دون بيغ» الملقب بالخاسر، وكانت الحلقة مليئة بصوت منبه يخفي الكلام الساقط ، وتساءل ملاحظون عن السبب في عدم حذف تلك العبارات والصوت المنبه عنها من الأصل أثناء المونتاج. وأفادت مصادر إعلامية أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ستباشر تحقيقا في الموضوع، كما سجل ذات الملاحظين هيمنة بعض الوجوه على أزيد من أربعة أعمال بالقناة الأولى، كما لوحظ في حلقة يوم الإثنين من سلسلة «الدنيا هانيا» تمزيق إحدى الجرائد الوطنية ورميها أرضا. ولم تخرج بعض أعمال قناة «ميدي 1 تيفي» بدورها عن ما سماه المنتقدون لبرامج رمضان في القنوات العمومية ب»الطعم الحامض والباسل» من خلال برنامج الكاميرا الخفية وكذا استمرار توجه استيراد بعض الأفلام والبرامج بميزانيات ضخمة. في هذا الاتجاه قال عبد العزيز بنعبو، الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق المشاهد في تصريح ل «التجديد» إنه «كما توقعنا، وليتها خابت توقعاتنا، جاءت برامج رمضان الدرامية و الترفيهية بدون طعم و «باسلة». توقعاتنا لم تكن ضربا من الحظ، بل بناءا على ملاحظة الطريقة التي تم بها إنجاز هذه الأعمال و الوقت الذي لا يسمح حتى بالتفكير في برنامج و ليس بتصوير مسلسل»، وأضاف بنعبو «لقد تعاملت قنواتنا مع رمضان الكريم كما لو كان شهرا نزل علينا بغتة ودون سابق إنذار» . وأشار المتحدث، «طبعا هناك الكثير من القيل والقال حول عملية برامج رمضان ككل. لذلك ليس غريبا أن نجد سيتكومات مهترئة، و مسلسلات فارغة تعاني من الخواء، وبرامج ترفيهية مثل الكاميرا الخفية التي هي في الحقيقة كاميرا «باينة عاينة» بالواضح و بدون مرموز». بن عبو قال أيضا «أظن أن مثل هذه الأعمال تكشف شيئا واحدا وهو قدرتنا على الخوض في الرداءة بشكل لا يدعو إلى الإستحياء من المواطن الذي يواصل هجرته نحو فضائيات الآخرين. فبغض النظر عن طريقة تمرير الصفقات وتأخير تمويل القنوات وما إلى ذلك، إلا أن المحظوظ الذي رست في مينائه سفينة برامج رمضان كان عليه أن يراعي الجمهور المغربي ويكرم وفادته بما يليق من فرجة حقيقية و ليس بالضحك على ذقنه و سرقة وقت ثمين منه في ترهات لا يمكن إلا أن تشبه الكاميرا الخفية «جار ومجرور» أو جنون الكاميرا المجنونة التي استعانت بمحترفين جاؤوا خصيصا ليلعبوا ضمن بطولة رمضان المغربية.