الوقوف عند حجم المتظاهرين وفئاتهم الذين نزلوا للشارع ضد الرئيس مرسي يبرز وجود البلطجية كفئة عريضة من المشاركين في «ثورة» 30 يونيو، وهم مصريون من ذوي السوابق متورطين في جرائم متعددة كان يتم توظيفهم من طرف الداخلية أيام حكم مبارك للقيام بأعمال تخريب وعنف و حرق وقتل وتهديد وبث للرعب في صفوف المواطنين، لدرجة اعتبارهم على أنهم جهاز تابع لأمن الدولة السيء الذكر، حيث تفيد المعطيات أنهم كانوا ينزلون بكامل ثقلهم في الحملات الانتخابية للفرعون والحزب الوطني المنحل، وتبين أنه تم توظيفهم في عدد من الملفات المفبركة لوزارة الداخلية لعل آخرها قبل سقوط نظام مبارك تفجير كنسية الإسكندرية. منذ بداية ثورة 25 يناير نزل البلطجية إلى الشارع ومارسوا العنف على المتظاهرين السلميين كما تحتفظ بذلك الصور الموثقة لأحداث شارع أكتوبر وماسبيرو وموقعة الجمل، وكانوا مدججين بالسلاح الأبيض والخرطوش وأحيانا الرصاص الحي أمام أنظار قوات وزارة الداخلية، بل في أحيان كثيرة كانوا يتقدمون رجال الشرطة في تفريق المتظاهرين. لم يستطع مرسي منذ انتخابه أن يبسط يده على وزارة الداخلية ويتحكم فيها لذلك ظلت نفس الممارسات القديمة موجودة لكن هذه المرة ضد المؤيدين، وأطلق سراح جل البلطجية الذين تم تقديهم من طرف الثوار رغم تورطهم في عمليات قتل وتخريب ! طيلة فترة حكم مرسي قبل الانقلاب عليه لم تتوقف احتجاجات المعارضة ولم يتوقف الإعلام عن توجيه مدفعيته نحو الإخوان والرئيس، كما لم تتوقف أعمال العنف ضد المؤيدين من طرف البلطجية، الذين تم تجييشهم هذه المرة للوقوف في صف الثوار الجدد الذين يريدون إسقاط أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في أقل وقت ممكن.بعد الدعوة التي أطلقتها جبهة المعارضة وحركة «تمرد» للتظاهر لإسقاط مرسي في 30 يونيو، ظهرت استجابة فئات عريضة من الشعب المصري، لكن الحقيقة كما كشفتها تقارير متعددة هو وضع مقابل مادي لعدد كبير من المتظاهرين إضافة إلى البلطجية الذين رفعوا نفس مطلب الرحيل، خاصة بعد أن تبين أن أم الدينا فتحت أذرعها لأجهزة استخبارات دولية ما تزال الوقائع تثبت يوما بعد يوم تورطها فيما حصل. ويمكن رصد مفارقتين عجيبتين بين 25 يناير و30 يونيو؛ الأولى أن البلطجية تم توظيفهم من طرف نظام الفرعون للنزول إلى الشارع وممارسة جميع أنواع الإرهاب في حق الثوار الأحرار، بينما في عهد مرسي نزلوا بكثافة لملء الميادين وممارسة العنف في حق مؤيدي الرئيس. أما المفارقة الثانية أنه في الثورة التي أطاحت بمبارك خرج الثوار إلى الشوارع سلميين ولم يقتربوا من المنشآت العامة ولم يستهدفوا عناصر الداخلية بل حتى البلطجية الذين سقطوا بين أيديهم لم يؤذوهم وسلموهم إلى الشرطة، لكن في «الثورة» الثانية اسهدفت مقرات الإخوان والحزب الحاكم ومارس «الثوار» العنف والتقتيل في حق المؤيدين وسقط ما يزيد عن عشرة قتلى في اليوم الأول وحده. مقلعون عن