طالبت جمعيات ثقافية وتنموية في رسائل موجهة إلى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتماد الحرف العربي لكتابة الأمازيغية. وفي رسائل، توصلت "التجديد" بنسخ منها، من كل من جمعية المنابع للأعمال الاجتماعية والثقافية وجمعية الأرز للتربية والثقافة وجمعية الإصلاح الثقافية والفنية وجمعية البناة (وكلها من مدينة أزرو بإقليم إفران) اعتبرت الجمعيات المذكورة العرب والأمازيغ "جسدا واحدا لا يمكن تجزيئه بفعل اختلاط الأنساب وانصهارها في بعضها البعض". وأكدت الجمعيات إياها استعدادها للوقوف ضد كل ما من شأنه أن يفرق بين المغاربة، وخصوصا تلك الدعوات التي وصفتها بالمغرضة والتي تدعو إلى كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني. وأوضحت الرسائل المذكورة أن الحرف العربي هو الأنسب لكتابة الأمازيغية، لأنه الحرف الذي اختاره الأمازيغ منذ قرون، كما أنه سيكون مدعاة لمزيد من انتشار الأمازيغية في أوساط غير الناطقين بها من مستعملي الحرف العربي، إضافة إلى غنى اللغة العربية وارتباطها بالإسلام وبالقرآن. جمعية عين الجمعة للإشعاع الثقافي بمكناس الإسماعيلية بدورها دعت المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى "الحفاظ على تراثنا وهويتنا وأصالتنا الأمازيغية والإسلامية" باعتماد الحرف العربي في كتابة الأمازيغية ل"تسهيل دراستها على جميع المغاربة"، ومن أجل "الحفاظ على وحدة المغرب الثقافية والاجتماعية والوطنية. واعتبرت رسالة جمعية عين الجمعة كتابة الأمازيغية بغير الخط العربي مخالفة لدستور البلاد الذي ينص على أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية. أما أطلس محمد بلحاج رئيس جمعية المطالب الاجتماعية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، التي يوجد مقرها بمراكش، فقد اعتبر في رسالة إلى محمد شفيق، باسم الجمعية، أن الأمازيغية ملك لكل المغاربة، وذكر أن تعيين محمد شفيق عميدا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية رسالة وأمانة طوقه بها أمير المؤمنين" وجاء في الرسالة أيضا: "السيد محمد شفيق، عميد المعهد الملكي لثقافة "تمزيغت"، إننا كجمعية مطالب اجتماعية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مازلنا، وكما كنا في الخنادق الأمامية للدفاع عن الثوابت الوطنية كما جاءت في دستور المملكة، والتي اكتسبت قدسيتها ورسوخها من هذا الإجماع الوطني الذي لا نظير له..<. وفي نفس السياق صرح الأستاذ إبراهيم بوغضن، رئيس جمعية سوس العالمة أنه ليس من حق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن يحسم في قضية لها علاقة مباشرة بهوية الشعب المغربي قاطبة، واعتبر في محاضرة ألقاها بمدينة أيت ملول بدعوة من شبيبة العدالة والتنمية، أن تركيبة المعهد غير متوازنة، وأن حرف تيفيناغ يطرح إشكالات فكرية وتقنية وبيداغوجية من شأنها تعطيل تدريس الأمازيغية لسنوات أخرى. كما أكد أن توصية المعهد بإقصاء الحرف العربي من كتابة الأمازيغية، واعتماد حرف "تيفيناغ" قرار خاطئ وغير ملزم، والمغاربة سيرفضونه حتما. وحذر بوغضن من أن يكون قرار المعهد "إجراء انتقاليا للعودة إلى الحرف اللاتيني". يذكر أن المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أوصى في نهاية الأسبوع الماضي باعتماد حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية، بعد دورين من التصويت، حيث جاءت النتيجة في الدور الأول 5 أصوات للحرف العربي و14 صوتا لتيفيناغ و13 صوتا للحرف اللاتيني، وفي الدور الثاني اقتصر التنافس بين الحرف اللاتيني وحرف تيفيناغ، حيث حصل هذا الأخير على 24 صوتا مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وكانت جمعيات ثقافية وتنموية وفعاليات دعت المعهد الملكي لاعتماد الحرف العربي لما سيضمنه من استمرار للتراث الأمازيغي المكتوب به منذ قرون. محمد أعماري