عقد المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية طيلة اليومين الماضيين، دورة حاسمة للتقرير في موضوع الحرف الأنسب لكتابة وتدريس الأمازيغية، وذكرت يومية الأحداث المغربية في عددها ليوم أمس، وجود توجه لاختيار أبجدية تيفيناغ رغم أن غالبية أعضاء المعهد يتبنون الحرف اللاتيني، ويمثل هذا التوجه، إذا ما صدق، محاولة للالتفاف حول موضوع الحرف في أفق التمهيد لاعتماد الحرف اللاتيني تحت دعوى عدم جاهزية حرف تيفيناغ، وذلك بعد أن تم استبعاد الحرف العربي. ويذكر أن المركزين اللغوي والبيداغوجي للمعهد قد أعدا تقارير علمية في الموضوع، تعالج مختلف الأبعاد اللسنية والبيداغوجية لمختلف الأحرف الثلاثة موضوع النقاش الدائر، أي الحرف العربي وحرف تيفيناغ والحرف اللاتيني، حيث أعد الأستاذ محمد المدلاوي تقريرا حول الحرف العربي، والباحثة بوخريص تقريرا حول الحرف اللاتيني، والأستاذ إعزي المهدي تقريرا حول حرف تيفيناغ، فضلا عن التقرير الذي أعده المركز البيداغوجي للمعهد والذي يرأسه ذ، بلعيد بودريس، ويستفاد من النقاش الدائر أن مختلف الأحرف الثلاثة غير مؤهلة بشكل كلي لتستوعب مختلف الأصوات الأمازيغية، مما يقتضي القيام بمجموعة من التعديلات والتغييرات، مع مراعاة الكلفة البيداغوجية والاقتصادية لكل تعديل. وفي نفس السياق، ما تزال الرسائل تتوافد على رئاسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي تدعو فيها جمعيات وهيئات إلى تبني الحرف العربي وعدم الانقلاب على الاختيار التاريخي للأمازيغ المغاربة منذ أزيد من 13 قرنا، كما أن التطورات التي يعرفها التدافع الجاري في المجتمع المغربي في الموضوع قد تعرف أبعادا سلبية إذا ما عمل المعهد على اتخاذ قرارات لا تراعي مصلحة الأمازيغية، لا سيما وأن المعهد ليس إلا مؤسسة استشارية ذات طابع علمي، عليها ألا تنزلق للخضوع للأهواء السياسية. أيوب