تستعد مدينة مراكش اليوم لتكون غدا الثلاثاء أول مدينة عربية وإفريقية تحمل اسم معاهدة في تاريخ منظمة «الويبو» (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة، وذلك خلال المؤتمر الدبلوماسي بشأن التقيدات الاستثنائية لفائدة ذوي الإعاقة البصرية بين 17 و 28 يونيو 2013. وذلك بمشاركة أكثر من ألف مسؤول ومندوب من الحكومات، بمختلف القارات، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية، والعديد من الخبراء، وذلك على نفقتهم الخاصة. وحسب لقاء سابق جمع الصحفيين المهتمين بالشأن الإعلامي في الصحافة الإلكترونية والمكتوبة بوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، بمقر الوزارة بالرباط، فإنه يتوقع استفادة أزيد 300 مليون من المكفوفين أو معاقي البصر في كل أنحاء العالم، من نظام لحق المؤلف، يتسم بمرونة أكبر، وبتكيّفه مع الوقائع التكنولوجية الراهنة، وحسب ذات اللقاء فإن 90 بالمائة من المستفيدين ينتمون للدول النامية. وقد حظي المغرب بشرف تنظيم هذه التظاهرة الكبرى بعد ترشحه لذلك من طرف وزير الاتصال شهر شتنبر 2012، على هامش انعقاد الدورة 41 للجمعية العامة للمنظمة، خلال لقائه بالمدير العام «للويبو»، وتقديم ذلك في جلسة عامة قررت معها عقد هذا المؤتمر الدبلوماسي، ثم صادقت بعد ذلك وبالإجماع على احتضان المغرب لهذه التظاهرة في دورة استثنائية، وكان ذلك بالإجماع وبدعم كبير للمغرب من طرف الصين، في إطار مفاوضات وتراكمات تمت بين الجانبين في الموضوع منذ مدة. ويهدف المؤتمر حسب وثائق وزعت على الصحفيين إلى اعتماد معاهدة دولية لتحسين نفاذ العدد الكبير من الأشخاص معاقي البصر، والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات، على الصعيد العالمي إلى المصنفات المحمية بحق، كما تراهن الحكومة على أن يكون المؤتمر الذي سيحضره 500 خبير دولي ووسائل إعلام مختلفة، فرصة للتعريف بالحيوية الثقافية والفنية التي يعرفها المغرب، وهو الأمر الذي رصدت له الحكومة اعتمادات مالية إضافية، كما سيعرف المؤتمر تنظيم ورشات ومعارض مختلفة للعديد من الهيئات الفنية. المؤتمر وتوقيع المعاهدة سيسهم في تحسين توافر النسخ المعدة بأنساق ميسرة، على الصعيد الدولي لفائدة الأشخاص معاقي البصر، في تبادل تلك النسخ عبر الحدود، كما سيمكن توقيع هذا الصك من تقديم تسهيلات استثنائية للمبدعين المشتغلين على تيسير الخدمات الفنية والإبداعية المختلفة لمعاقي البصر. هذا وكثيرا ما يحتاج الأفراد العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى تحويل المعلومات إلى نسق البراي، أو إلى أنساق بحروف مضخمة، أو ملفات صوتية أو إلكترونية، أو أنساق أخرى باستخدام التكنولوجيات المساعدة. ولا تُتاح إلاّ نسبة قليلة جدا من الكتب المنشورة على الصعيد العالمي بأنساق ميسّرة لمعاقي البصر.