ويرمي هذا المؤتمر الدولي إلى إبرام معاهدة لتيسير نفاذ الأشخاص معاقي البصر، والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات على الصعيد العالمي، إلى المصنفات المحمية بحق المؤلف. وسيسهم اعتماد صك جديد في تحسين توافر النُسخ المُعدة بأنساق ميسّرة، على الصعيد الدولي لفائدة الأشخاص معاقي البصر، وفي تبادل تلك النُسخ عبر الحدود. ولئن كانت بعض البلدان تنص في قوانينها على استثناءات وتقييدات في استخدام المصنفات المحمية بحق المؤلف، لا يزال الفراغ القانوني سائدا على الصعيد الدولي. ومنذ 2004، ما برحت لجنة (الويبو) الدائمة المعنية بحق المؤلف، والحقوق المجاورة، تنظر في ضرورة تنسيق بعض الاستثناءات والتقييدات على المستوى الدولي. وقد قررت مؤخرا الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية أن المناقشات المتعلقة باعتماد معاهدة لإفادة معاقي البصر، والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات، قد أحرزت ما يكفي من التقدّم، ونضجت لعقد مؤتمر دبلوماسي، بعد دخول المفاوضات الجارية بشأن المعاهدة مرحلتها النهائية. وإذا تمت المصادقة عليها، سيستفيد ما لا يقل عن 300 مليون شخص من معاقي البصر، والعاجزين عن قراءة المطبوعات في العالم، من نظام حق المؤلف، معززا المرونة، ومواكبا للواقع التكنولوجي الراهن. وكثيرا ما يحتاج الأشخاص معاقي البصر إلى ترجمة المعلومات إلى لغة العميان "برايل" أو تكبير حروفها، أو تسجيلها تسجيلا صوتيا، أو استخدامها في غير ذلك من التقنيات، التي تمكّنهم من النفاذ إلى تلك المعلومات. غير أن القليل القليل من الكتب المنشورة في العالم معدة في نسق يستطيع معاقوا البصر النفاذ إليها. وتجدر الإشارة، أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وكالة تابعة للأمم المتحدة، مكرسة لاستخدام الملكية الفكرية (البراءات ، وحق المؤلف، والعلامات التجارية، والرسوم ، والنماذج الصناعية، إلى غير ذلك) كوسيلة لحفز الابتكار والإبداع. وقد تأسست سنة 1967، تضم حاليا 186 دولة عضو، وتتخذ جنيف (سويسرا) مقرا لها.