رغم المجهودات المبذولة من طرف وزارة التربية الوطنية فإن الآلاف من التلاميذ والتلميذات يغادرون مقاعد الدراسة لأسباب متعددة ومتنوعه تختلف حسب الزمان والمكان،إنهم يغادرونها نحو المجهول حيث كل أنواع الانحرافات سواء في البوادي أو الحواضر، كما أن أغلب التلميذات يغادرن نحو العمالة في البيوت أو الحقول كما يغادرن للزواج دون سن الرشد. وفي هذا الصدد كشف محمد الوفا، وزير التربية الوطنية أن قرابة 27.5% من تلامذة الثانوي التأهيلي بالعالم القروي غادرت مؤسساتها التعليمية فيما بلغ المعدل الوطني للهدر المدرسي حوالي 8.7% بالثانوي التأهيلي و 9.3% بالثانوي الإعدادي و 1.9% في الابتدائي. الميثاق الذي لم يحترم نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين على وجوب بلوغ 90% من التلاميذ المسجلين بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي، نهاية التعليم الابتدائي، في أفق سنة 2005، وبلوغ 80% منهم نهاية سلك الثانوي الإعدادي في أفق سنة 2008،وذلك من أجل تحسين المردود الداخلي للمنظومة التربوية المغربية.لكن دراسة للوزارة في عهد الحكومة السابقة تحدث عن ظاهرة التكرار والهدر ما زالت في ارتفاع مهول،رغم اتخاذ بعض التدابير من أجل تخفيف حدة ظاهرة التكرار، من بينها إحداث خلايا اليقظة على مستوى المؤسسات التعليمية يتمثل دورها في رصد التلاميذ المتعثرين. كما تم وضع برامج لمحاربة ظاهرة التكرار تشتمل على عمليات الدعم المدرسي، ومراكز الإنصات والدعم السوسيواقتصادي. إلا أن هذه العمليات تظل محدودة في الزمن وغير كافية لمواجهة أبعاد هذه الظاهرة. اكتشاف الكارثة سبق لوزير التعليم السابق أحمد اخشيشن أن فجر في البرلمان مطلع سنة 2008 قنبلة من العيارالثقيل بخصوص ظاهرة الهدر المدرسي حيث أكد أمام نواب الأمة على أن عدد التلاميذ الذين يغادرون المؤسسات التعليمية بلغ 400 ألف تلميذ وتلميذة سنة .2007 ،من أجل هذا وضعت الحكومة السابقة مخططا استعجاليا لإنقاذ أو لإصلاح التعليم على مدى أربع سنوات(2009-2012) لكن ورغم الملايير التي خصصت للقطاع فلازالت ظاهرة الهدر المدرسي تشكل هاجسا حقيقيا للوزارة الوصية والحكومة ككل على اعتابر خصوصية ملف التعليم الذي يعتبر ثاني أولوية بعد الوحدة الترابية. دعم ملكي يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية أوضح أن الاهتمام بالأطفال غير المتمدرسين والمنقطعين عن الدراسة أصبح يفرض نفسه بحدة، خاصة في خضم التحولات العميقة، التي تطبع مجتمعنا في كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.وأضاف بلقاسمي خلال المناظرة الوطنية المنظمة أخيرا بتطوان من طرف جميعات المجتمع المدني «حول موضوع الأطفال خارج منظومة التعليم: تحديات ورهانات الإدماج»، أن «جلالة الملك محمد السادس أولى لموضوع الطفولة، والطفولة الصعبة تحديدا، اهتماما خاصا، ذلك الاهتمام الذي تبلور بوضوح كبير في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث دعا إلى العمل على الاستجابة للحاجيات الخاصة، لانتشالهم من أوضاعهم المتردية، والحفاظ على كرامتهم وتجنيبهم الوقوع في الانحراف أو الانغلاق أو الفقر المدقع». وأفاد بلقاسمي، في كلمة نيابة عن وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، أن «الوزارة عكفت على مواصلة أوراش إصلاح المنظومة التربوية، من خلال تعميم التمدرس، الذي وصلت نسبته بالنسبة إلى الفئة العمرية ما بين 6 و 11 سنة إلى 97 في المائة، والرفع من جودة التعليم، وتوفير فرص التمدرس للأطفال غير المتمدرسين والمنقطعين عن الدراسة...».كما تحدث الكاتب العام عن الصعوبات، التي تعترض التصدي لظاهرتي عدم التمدرس والانقطاع المبكر عن الدراسة في وقت وجيز، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب تضافر جهود المتدخلين للقيام بما يلزم من التعبئة والتحسيس والتحفيز. من وسائل النجاح مجهودات الوزارة حسب الوزير محمد الوفا ساهمت في انخفاض نسب الانقطاع عن الدراسة بشكل ملحوظ ما بين 2007 و2013، بنسب تراوحت بين 2.7 نقطة مئوية في الابتدائي و 3.8 نقطة في الإعدادي و5.4 نقطة في الثانوي، مشددا في الوقت نفسه على عزم وزارته تجاوز عدد من الإكراهات والتحديات عن طريق توسيع العرض المدرسي وتدعيم برامج الدعم الاجتماعي.، ولتجاوز الإكراهات والتحديات المترتبة عن هذه الظاهرة خصوصا في المناطق القروية، أوضح الوزير أن الوزارة مستمرة في مجهوداتها خصوصا على مستوى توسيع العرض المدرسي بما في ذلك المدارس الجماعاتية وتعزيز برامج وخدمات الدعم الاجتماعي.والنقل المدرسي حيث سجل ارتفع عدد التلميذات والتلاميذ المستفيدين من النقل المدرسي من 2200 مستفيد(ة) سنة 2009/2008 إلى أزيد من 000 60 مستفيد(ة) سنة 2013/2012، وتمثل الفتيات حوالي % 43 من مجموع المستفيدين.أيض حسب الوفا فقد عرف أسطول النقل المدرسي تطورا ملموسا، بحيث بلغ عدد الحافلات سنة 2012/2013 أزيد من 722 حافلة نقل و أزيد من 000 33 دراجة هوائية. أهمية توفير النقل لمحاربة الهدر الوزير أضاف في السياق نفسه أن الوزارة ستواصل على رصد الاعتمادات الضرورية لتنمية النقل المدرسي بالوسط القروي من خلال اكتراء أو شراء حافلات للنقل المدرسي والدراجات الهوائية ،وتفعيل بنود الإتفاقية الإطار المبرمة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة التشغيل والتكوين المهني والإدارة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، ومن شأن هذه الاتفاقية استثمار برنامج «مقاولاتي» في مجال النقل المدرسي بالوسط القروي وبهوامش المدن، مما سيساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق مناصب شغل جديدة لفائدة الشباب،بالإضافة إلى تفعيل بنود دفتر التحملات للنقل المدرسي لحساب الغير الذي أصدرته وزارة النقل والتجهيز في أبريل 2012، بهدف تيسير وضبط مسطرة النقل المدرسي لحساب الغير من خلال اعتماد التصريح بدل الحصول على الترخيص،ناهيك عن تعبئة مختلف الشركاء لدعم مجهودات الوزارة في مجال النقل المدرسي.