تناقلت الأنباء خبر مصادقة مجلس النواب البلجيكي بغالبية كبيرة عن قانون يسمح بزواج المثليين جنسيا على أن يدخل القانون الجديد حيز التنفيذ في غضون أربعة أشهر تقريبا، وبذلك تكون بلجيكا ثالث دولة في أوروبا تجيز الزواج بين مثليي الجنس، ويمنح القانون المثليين الحقوق المدنية نفسها التي يتمتع بها الأزواج غير المثليين في مجال الملكية والإرث وحقوق المستأجرين، وزير العدل البلجيكي في تعليقه على إخراج القانون المذكور إن هذا القانون يأتي ليدل على التطور" الذي حدث في العقليات وإنه لم يعد هناك سبب لعدم السماح ل "الزوجين" من نفس الجنس بالزواج. ولقد هلل اللوطيون لهذا القانون وعبروا عن سعادتهم لصدوره كما جاء ذلك على لسان مسؤولة في اتحاد رابطات اللوطيين، ولقد أصبح لهؤلاء اتحادات وروابط ولوبيات ضاغطة على مراكز صناعة القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي المنظمات الدولية كما في المنظمات الحقوقية، بل وهذه الأخيرة تصدر من حين لآخر بيانات ومراسلات تندد فيها بما يسمى ب "التمييز" ضد اللوطيين بسبب ميولهم الجنسية، وتدافع عن "الحق" في الميل الجنسي وحرية التصرف في الجسد، وتلك توصية من توصيات مؤتمر بيكين بالمناسبة. وظاهرة الشذوذ ليست ظاهرة جديدة في العالم ولكن الجديد هو "التطبيع" مع هذا الشذوذ بل أكثر من ذلك تقنينه وتحويله إلى حق إنساني، ومن هنا فما هو واقع الشذوذ ذاته باعتباره أمرا مخالفا للفطرة الإنسانية والقيم الدينية والإنسانية المتوازنة بل الأخطر هو اعتبار استنكاره شذوذا و"تخلفا" و"رجعية"، و"مناهضة لحقوق الإنسان". وذلك أسوأ درك يمكن أن تسقط فيه الإنسانية أي انقلاب الموازين وجعل المنكر معروفا والمعروف منكر. وذلك ما حدث مع قوم لوط كما حكى ذلك القرآن حينما "قالوا: >أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون". ومن دون شك فإن من مفاسد ما يسمى ب "العولمة" "عولمة الشذوذ" وسعي دول الغرب المهيمنة إلى بسط ثقافتها وسلوكاتها غير السوية أيضا على العالم كله سعيها لنشر بضائعها ومنتوجاتها.وميزة المسلمين أنهم الأمة التي لا تزال تملك هديا سماويا سلم من التحريف ويمكنها فيما لو اعتصمت به من أن لا تزل قدمها وهي تجري وراء الأهواء كما حدث مع كثير من أمم الغرب. رسالة الأمة الإسلامية أن تظل متمسكة بخيريتها من خلال المحافظة على مقوماتها الأساسية المتمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله متبعة تعاليم نبيها محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء يأمرنا أيضا بالمعروف وينهانا عن المنكر ويحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعو النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون". واجب الأمة الإسلامية أن لا تضعف في مواجهة معسكر الخبائث الذين يريدون أن لا يبقى للطهارة وجود في القوانين وأن لا يبقى للمتطهرين تأثير داخل المجتمعات سواء في دول الغرب أو في غيره، واجب الأمة الإسلامية أن تضع يدها كذلك في يد أنصار الطهارة من الغربيين أنفسهم الذين هم موجودون وإن كان صوتهم لا يعلومثل ما يعلو صوت من يريدون إخراج المتطهرين.