بعد سنوات من الشد والجذب بين المؤيدين والمعارضين، أقرّ البرلمان النرويجي قانونًا يسمح للشواذ جنسيا بالزواج، بل يعطيهم نفس حقوق متبايني الجنس دون تمييز؛ وبذلك تصبح النرويج سادس دولة في العالم تبيح زواج المثليين، وتكفل لهم كافة حقوق الزواج العادي. "" وفي عددها الصادر اليوم الأربعاء، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن القانون المعمول به في النرويج منذ عام 1993م، والذي كان يسمح للشواذ جنسيا بعقد رباط مدني فقط، قد تغيَّر الآن، ليحل محله قانون يسمح بإعلان الزواج داخل الكنيسة، ويعطيهم الحق في التبني. كما أعطى القانون الحق للنساء في الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي، والتمتع بكافة المزايا، والحقوق المكفولة لعائلات متبايني الجنس. ولفتت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أمس الثلاثاء إلى أنه بمجرد إقرار القانون، فقد سارع كثيرون إلى إعلان زواجهم، والتقدم إلى طلبات للكنائس لمباركته. احتفالات واحتجاجات وعقب إقرار القانون، فقد امتلأت شوارع النرويج بالناس الذين خرجوا في نوعين مختلفين من المسيرات؛ فالنوع الأول، والذي كان الأكثر عددًا، كانوا المحتفلين بالقرار، حيث أعربوا عن سعادتهم لإقرار القانون الذي طالما انتظروه. ومن جانبها، وصفت جون كارين جيول -النائبة عن حزب العمل وعضوة اللجنة البرلمانية المعنية بشئون الأسرة– يوم إقرار القانون ب"اليوم التاريخي.. إنه قانون الاقتراع العام والمساواة بين الرجل والمرأة". أما رايدر أويان –زعيم الجمعية النرويجية الوطنية "لتحرر اللوطيين والسحاقيين"– فأعرب عن سعادته بقوله: "نحن في قمة السعادة.. منذ سنوات ونحن نسعى لهذا الأمر.. فلنحتفل الآن.. كنت أعلم أنه على وشك التحقيق؛ لكن لم أتعجل الفرحة، وانتظرت حتى سمعتها من فم المحكمة"، بحسب "يو إس إيه توداي". في المقابل، كانت هناك مسيرة أعلن أفرادها انتقادهم ورفضهم للقانون، حيث طافوا الشوارع، واستقروا أمام مقر البرلمان، ورفعوا شعارات منددة بالقانون، ومحذرة من عواقبه. وحاول الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض، وحزب التقدم الوقوف ضد تمرير القانون، الذي حظي بتأييد 84 عضوا مقابل 41 عضوا. وخلال مناقشة القانون، ركز أعضاء الحزبين على معارضة منح السحاقيات حق الاستفادة من "خدمات الصحة الإنجابية"، وقال منتقدو القانون: "إن الأطفال الذين سيولدون عن طريق التلقيح الصناعي سيتعرضون لخطر عدم معرفة آبائهم البيولوجيين، وهو ما يعد انتهاكًا لاتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الأطفال". رقم 6 وكان السبق للدنمارك كأول دولة توافق على تشريع يسمح بزواج الشواذ، ويقر لهم ببعض حقوق الأزواج الطبيعيين؛ لكنه لم يُسمح للشواذ بعقد زواجهم في الكنيسة حتى الآن، وكان ذلك عام 1989. وبغالبية حقوق الزواج العادي المتمثلة في الميراث والتأمين الاجتماعي والسكن والتوظيف، أقرت السويد وأيسلندا (1996)، وفرنسا (1999)، وألمانيا (2001)، وفنلندا (2002)، وبريطانيا ونيوزيلندا -زاوج المثليين، دون السماح بعقده في الكنيسة. وبإقرار القانون الجديد في النرويج، تصبح هي الدولة رقم 6 على مستوى العالم والتي تعطي مثليي الزواج كامل حقوق الزواج، حيث تنضم إلى هولندا التي أصبحت عام 2001 أول دولة في العالم تمنح كامل الحقوق بعد الموافقة عليه منذ عام 1998، وبلجيكا (2003)، وكندا (2005)، وإسبانيا (2005)، وجنوب إفريقيا 2006). وفي البرتغال وإيطاليا، يتم السماح للأزواج المثليين الذين يعيشون معًا منذ فترة طويلة بالحصول على معونات اجتماعية، وفي الأرجنتين، فإن الأزواج المثليين يمكنهم التسجيل بعقد رباط مدني. وفي اليابان، فإنه لم يعد يُنظر إلى اللواط أو السحاق كمرض نفسي، لكن العديد من المثليين لا يزالون يعيشون تحت ضغوط اجتماعية. ثاني ولاية وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت ولاية كاليفورنيا أول أمس الإثنين رفعها الحظر عن زواج المثليين، لتكون ثاني ولاية أمريكية تخطو تلك الخطوة بعد ماساتشوستس. لكن كاليفورنيا –أكبر الولايات سكانًا وثالثها مساحة- تختلف عن ماساتشوستس –معروفة بمدينة العلم والجامعات وسكانها حوالي 7 ملايين نسمة وعاصمتها بوسطن- في أنها أبدت استعدادها لمنح تراخيص زواج للمثليين من ولايات أخرى. ولم تمر ساعات قليلة على رفع الحظر في كاليفورنيا، حتى أُقيم في سان فرانسيسكو أول حفل زفاف رسمي للمثليين من الجنسين في الولاية، حيث أقيم أول مراسم زواج مثليين بين السيدتين "ديل مارتن وفيليس ليون"، واللتين في العِقد الثامن من عمرهما، بحضور رئيس البلدية "جافين نيووسوم". كما سارعتا في اليوم ذاته شيلي باليس وإيلين بونتاك بإعلان زواجهما بعد عيش معًا طيلة 34 عامًا، كما احتضن باول فيستا وجيمس هاركر بعضهما أمام المحكمة في كاليفورنيا رافعين شهادة توثيق زواجهما. وأعرب المنتقدون لرفع الحظر عن خوفهم وقلقهم من تحركات المؤيدين في الولايات الأخرى، معربين عن اعتقادهم بأنها ما دامت قد بدأت فلن تتوقف حتى تعم كافة الولايات، بحسب "ذا ديلي تليجراف" البريطانية اليوم الأربعاء. وتفيد دراسة جامعية صدرت مؤخرًا، أن أكثر من 100 ألف زوج من الشواذ يعيشون في كاليفورنيا، البالغ عدد سكانها 37 مليون نسمة، نصفهم سيعلن زواجه رسميًا في السنوات الثلاث المقبلة. استهزاء بالكنيسة من ناحية أخرى، خرج روان ويليامز –أسقف كانتربري، الكنيسة الإنجيلية البريطانية– عن صمته لينتقد زواج الكاهنين "بيتر كويل" و"ديفيد لورد" الشاذين من بعضهما والذي جرت مراسمه مطلع الأسبوع الجاري في كنيسة "سانت برثولوميو" بلندن، وسط طقوس دينية خالصة. واتهم ويليامز الكاهنين ب"الاستخفاف والاستهزاء بالكنيسة والإنجيل"، الأمر الذي أقره الأسقف جون سينتامو -أسقف يورك– معتبرًا ما حدث "خرقًا لقوانين الكنيسة الإنجيلية"، ووجها الأسقفان البارزان انتقادهما ل الأسقف "مارتن دودلي" الذي أقام المراسم بحجة أنها "تنفيذ طلب شخصي لصديقين"، بحسب التليجراف اليوم. وقال سينتامو: "لا نستطيع التعليق على ما حدث، لكن دودلي الآن يخضع للتحقيق"، حيث إن ريتشارد شارترز -أسقف لندن- كان قد حذر دودلي من أن تعاليم الكنيسة لا تسمح بمباركة زواج المثليين". وكان أساقفة بارزون قد وصفوا ما حدث بأنه "إلحاد وتجديف"، مطالبين ويليامز بسرعة اتخاذ رد فعل مناسب؛ لمنع تفاقم انقسام الكنيسة التي دخلت مرحلة حرجة من الانقسام بشأن زواج المثليين. كما أصابت الصدمة القساوسة الليبراليين أنفسهم، والذين لا يعارضونه، لكون الزواج أطرافه أساقفة وبمراسم دينية. عن إسلام أونلاين.نت