عرفت أشغال المؤتمر العالمي الأول للقراءات القرآنية التي تختتم اليوم الخميس 9 ماي 2013 بمراكش تحت عنوان" القراءات القرآنية في العالم الإسلامي : أوضاع ومقاصد" إقبالا كبيرا من علماء المغرب وباحثيها والمهتمين بعلوم القرآن، وبحضور علماء من مختلف دول العالم الاسلامي، كما حظي المؤتمر التي فضل المنظمون إقامته بقصر المؤتمرات باهتمام شبابي واسع من أبناء المدينة الحمراء من الجنسين.. وتميز المؤتمر بميزات ثلاثة لفتت أنظار الحضور والمراقبين هي الصدح بالقرآن الكريم في كل فقرات المؤتمر بقراءات عذبة شجية أضفت على المؤتمر نسمات روحانية ربانية وخاصة في الأمسية القرآنية، وثانيها التحدث من قبل جل المشاركين بلغة عربية جميلة بأسلوب شيق وسلس تخللتها عبارات عذبة خاصة من الدكتور عبد الرحيم نبولسي مدير مركز ابي عمر الداني المشرف على المؤتمر والذي كان يتحدث بتواضع كبير وطلاقة وتلقائية شدت إليه الأسماع والأفئدة، وثالثها دقة البحوث المقدمة وتبرحها في أدق تفاصيل عيم القراءات وما صاحب ذلك من تذوق كبير لهطا العلم من قبل المتابعين وكشف عن الكثير من أسراره. وأجمع عدد من المشاركين في حديث للتجديد إن المؤتمر مناسبة كبيرة لتبادل التجارب في العالم الاسلامي وجمع الجهود الذي تبذل في ميدان فسيح هو علم القراءات ، وقال الدكتور عب نبولسي إن المؤتمر الذي حظي برعاية ملكية واهتمام من وزارة الأوقاف يهدف الى إلى مد جسور التعارف بين العلماء والباحثين في شؤون علم القراءات القرآنية واستكشاف الوضعية العلمية والثقافية له وما عرفه في تاريخه من تطورات واجتهادات. من جهته أوضح الأستاذ الطاهر الطجكاني رئيس المجلس العلمي الأوروبي للجالية المغربية للتجديد أن علماء أوروبا يرون بعين الرضا الى هذا المؤتمر الذي استطاع أن يظهر نخبة من الباحثين والمفكرين في هذا الميدان، مشيرا الى ظهور فئة واسعة من المسلمين في أوروبا تهتم بهذا العلم وحصلت فيه على شواهد وإجازات وتقدمت فيه تقدما كبيرا، لكنها مازالت تحتاج الى مزيد من العناية والرعاية. واقترح الطجكاني أن يتم تشييد فروع لمركز أبي عمر الداني في أوروبا مذكرا بأصول الفقيه والعالم الداني الذي وصل ونشأ في مدينة دانية بأوروبا حالهم مثل حال الفقيه المقاصدي الشاطبي المولود بشاطبة الاندلسية. وقال مشارك من موريتانيا إن هذا العلم الذي يفيد الناس في دينهم ودنياهم أيضا عرف انتشارا واسعا في كل بلاد العالم الاسلامي حتى المناطق التي يظهر أنها بعيدة، لما للقرآن العظيم من مكانة في قلوب المسلمين عبر العالم. وأوضح أن المؤتمر فرصة سانحة للقاء عدد من العلماء الأعلام في هذا الميدان خاصة من المغرب الحبيب الذي لهم سيط مشهور. وعبر مشارك من ألمانيا عن فرحة عارمة وهو يلتقي عدد من علماء المغرب وأوروبا موضحا أن عمله وعلمه مكرس للقرآن الكريم وموضحا أن هناك تقدم قرآني بين الجالية المسلمة في ألمانيا. وتميزت الجلسة الافتتاحية بكشف المنظمين عن الأعمال الجليلة التي يقوم بها مركز ابي عمرو الداني، وطبعه لكل البحوث المشاركة في المؤتمر .وقال الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في كلمة تليت بالنيابة عنه خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى العلمي، أن القراء بالعالم الإسلامي اجتهدوا ليحيطوا علما بما في القرآن الكريم وبذلوا ما في وسعهم في الاحتفاء بقراءاته وأداء وتجويد كلماته وتحقيق مخارجها كما برعوا في تحرير طرقها وبيان أصولها. وأضاف أن فن القراءات القرآنية مر بمراحل عبر تاريخه تشكلت فيها مادته وبرزت معالمه واتضحت علاقته مع مختلف العلوم الإسلامية الأخرى، فضلا عن تزايد اهتمام القراء بهذا الفن خصوصا من جهة حسن أدائه وتجويده حيث سجلوا خصائص صوتية تنفرد بها التلاوة القرآنية ووضعوا ضوابط تمثل كثيرا من هذه الخصائص. وأشار الدكتور عبادي إلى أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة لتمثل الجهود التي بذلها علماء الأمة في خدمة القرآن المجيد رواية ودراية وتاريخا وأعلاما ومكتبة قرائية، وكذا انطلاقة لارتياد آفاق واسعة في خدمة هذا الفن الأصيل. وأكد الدكتور محمد جميل مبارك، عضو المجلس العلمي الأعلى، أن الأجيال الصاعدة تحتاج إلى جليل المعرفة بمجال القراءات، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي يتوفر على العديد من المراكز القرآنية والقرائية المتكاملة والتي تحتاج إلى التعريف بها واستكشافها وإعادة الاعتبار لها. وشدد على ضرورة التقريب بين القراءات القرآنية المختلفة المتداولة في العالم الإسلامي حتى يكون هذا العلم جامعا لأهله من الباحثين والمقرئين، مبرزا أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى مثل هذا المؤتمر من أجل جمع المتفرق وتوحيد المختلف. وتضمن برنامج هذا المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام، مناقشة ثلاثة محاور تتعلق ب "القراءات : تاريخ وأعلام" و"القراءات : رواية ودراية" و"المكتبة القرائية". وعرف المؤتمر مشاركة علماء وباحثين في هذا المجال من تركيا والعراق والمملكة العربية السعودية والجزائر واليمن وموريتانيا ومصر وتونس وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية والمغرب.