خيمت التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط على اجتماع رئاسة تحالف الأغلبية الحكومية يوم الخميس 2 ماي 2013 بحي الأميرات بالرباط، بحضور الأمناء العامين وباقي أعضاء الهيئة من أحزاب الأغلبية الحكومية. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «التجديد» فإن اللقاء الذي وصف بالساخن اضطر معه أمين عام حزب الاستقلال إلى الاعتذار لحلفائه، بالقول «أنا اعتذر ومستعد نراجع الأغلاط ديالي» قبل أن يضيف نحن في حزب الاستقلال سنستمر في الحكومة حتى تنتهي ولايتها». ورفض عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الخوض في أي نقطة من جدول أعمال اللقاء، متوجها إلى حميد شباط بالقول «ما غدي ناقشو حتى شي حاجة قبل ما نحلو الإشكالات بيناتنا». وخاطب بنكيران شباط بقوله إن «البلاد محتاجة للرزانة»، مضيفا «سياسة رجل هنا ورجل لهيه ماشي في مصلحتك أسي شباط». بنكيران اعتبر في اللقاء تصريحات شباط «غير مسؤولة وخارجة عن اللياقة وغير مقبولة، لما تضمنته من سب وقذف في حق أعضاء في الحكومة التي يقودها»، وخيره بين الخروج إلى «المعارضة أو تجسيد التضامن الحكومي». وحسب مصدر من داخل الأغلبية، فإن التحالف أسهب في نقاش تأثيرات التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الاستقلال بمناسبة فاتح ماي والذي وجه فيها انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة ووزرائه، وخصوصا ضد وزراء حزب التقدم والاشتراكية، الأمر الذي رفضه محمد نبيل بنعبد الله الذي «استنكر هذه الأساليب المرفوضة والغريبة عن الساحة السياسية المغربية، مؤكدا أن «من شأنها أن تزيد المجال السياسي والحزبي ميوعة وتدنيا». من جهة ثانية، خاطب بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، شباط بالقول «أنت أمين عام ديال حزب كبير جمعاتنا به الساحة السياسية منذ زمن ماجاتش نقولو شي كلام عليك يسيء للاستقلال». وفي الاتجاه ذاته استغرب حزب الكتاب في بلاغ الاتهامات التي تم الإدلاء بها في تجمع خطابي بمناسبة فاتح ماي، والتي استهدفت قياديين من حزبه، وهما في نفس الوقت أعضاء في الحكومة، معبرا عن «إدانته القوية لهذه الادعاءات والاتهامات»، مستنكرا تلك «الأساليب المرفوضة والغريبة عن الساحة السياسية المغربية، والتي من شأنها أن تزيد المجال السياسي والحزبي ميوعة وتدنيا». واعتبر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في اجتماعه الدوري أن ما قاله حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال في حق وزراء التقدم والاشتراكية «ادعاءات منحطة واتهامات رخيصة».