بعد صراع مرير استمر لشهور عديدة خرج السباحون عن صمتهم ليبدأ التراشق بينهم، ووصل الأمر حدا خطيرا حين اتخذ المكتب الجامعي قرار تجميد نشاط رئيس الرجاء مدى الحياة ومنعه من مزاولة أي نشاط على مستوى السباحة. الأيام القادمة ستكشف عن مزيد من الخبايا وستعرف إثارة الكثير من النقط الحساسة داخل هذه الجامعة. السباحة المغربية ورهانات المستقبل عاشت السباحة المغربية منذ سنوات عديدة حالة من الجمود، وغياب أي شكل من أشكال التواصل والحوار، حيث عمل الرئيس على الانفراد بالقرارات. ليكون وجود المكتب الجامعي مجرد واجهة لتلميع صورته، وحتى في ما يتعلق بالانتخابات الجامعية فهي غالبا ما تكون صورية، حيث يتحكم الرئيس في كل شيء، ولم يسبق أن عرفت نقاشات المجلس الجامعي أي نقاش من أي نوع، ولا أحد رفع صوت الاحتجاج ضد الرئيس، وكل من يعارض يجد نفسه في مواجهة لوبي خطير، مستعد لمعاقبته، وتلفيق التهم إليه وآخر الضحايا الرئيس الصقلي الذي شغل في وقت سابق مهام رئيس الجامعة وهو الآن رئيس الرجاء فرع السباحة. إذ صدر في حقه قرار بالتوقيف مدى الحياة، ليصبح من المغضوب عليهم، وهكذا تحولت جامعة السباحة إلى مخفر أمني يمارس الإرهاب ضد أعضائها. وكل ذلك حتى تبقى الأمور على حالها ويمارس الرئيس سلطته. لغة المصالح تطغى على المكتب الجامعي تتحدث مصادر مطلعة من داخل جامعة السباحة أن لغة المصالح هي المتحكمة في تسيير الجامعة، وفي كل مرة كانت الصراعات بين الأعضاء تطفو إلى السطح. ومن جملة ما يحكى أن المكتب المسير كان على خلاف مع الوداديين، ووصلت الصراعات حدا لا يطاق، ومازالت الملفات موضوعة لدى الوزارة واللجنة الأولمبية، وبين عشية وضحاها انتهى كل شيء لتعود الأمور إلى نصابها فيما أدار الرئيس ظهره للرجاء بل وأوقف رئيسها مدى الحياة. كل ذلك أدى إلى تدمير السباحة المغربية التي تراجعت سنوات إلى الوراء. بفعل تضارب المصالح وغياب أي فكر يخدم المصلحة العامة. الأشخاص حاضرون والسباحون غائبون المتتبع لمسلسل السباحة المغربية سيخرج بقناعة واحدة وهي أن الفريق الوطني المغربي غائب تماما، ولم يعد بالإمكان تكوين ولو بطل واحد، وباستثناء بولعمان إيمان وحفظي يوسف من نادي العدل فإن السباحة فارغة، خاصة بعد تدمير مستقبل السباحة الواعدة بكري سارة بتواطؤ بين الرئيس وفريق الوداد، حيث إنها ماتزال تنتظر رخصتها من الوداد للالتحاق بالرجاء، وللأسف فإن سوء تقدير مسؤولي الوداد للمسؤولية الملقاة على عاتقهم ساهم في تدمير مستقبل هذه السباحة التي كان ينتظر منها الشيء الكثير، خاصة وأنها حققت نتائج إيجابية وكانت بطلة لإفريقيا. وباستثناء هذه الأسماء فإن الأندية جامدة لا تتحرك، اللهم في المناسبات الخاصة. أما فيما يخص كرة الماء، فإنها لم تعد موجودة سوى في مخيلة الرئيس ومن يدور في فلكه، ولا شيء يسير في الاتجاه الصحيح، وحتى البطولة الشتوية التي تنظم لا يشارك فيها سوى أربعة فرق، أكثر من ذلك أن الجامعة تعمد إلى تنظيم القرعة بين هذه الفرق لتصعد واحدة إلي النهاية، فيما يلعب الفريقان الآخران لمعرفة الخصم الثاني وهكذا تمر البطولة الشتوية. وآخر نكت المكتب الجامعي هو أنه تقرر استدعاء عناصر للمنتخب الوطني بدون وجود بطولة، بل إن الرئيس أفتى بإمكانية التحاق اللاعبين سواء لديهم رخصة أم لا، وحسب العارفين ببواطن الأمور فإن ذلك تم ضدا على رئيس الرجاء الذي طرد بعض العناصر والتي وجدت لدى الرئيس الملاذ الآمن. وهذا كله أثر على عطاء الفرق الوطنية التي أصبحت تلعب دون الحماس المطلوب، رغم وجود فرق تعمل على القيام بدورها كاملا، لكن في ظل وجود الرئيس الحالي فإن الأمور لا يمكن أن تأخذ مسارها الصحيح، وليبقى الضحية الأول والأخير هو السباح المغربي. إن ميزانية السباحة تصل إلى120 مليون سنتيم، ورغم أنها رياضة أولمبية إلا أنها لم يسبق أن أنجبت سباحين أولمبيين، بل إن مستوى المغاربة تأخر بشكل ملحوظ وأصبح ترتيبنا إفريقيا وعربيا متأخرا جدا، رغم أن لدينا قاعدة من الممارسين الموهوبين ولدينا ما يناهز3500 كلم من الشواطئ بالإضافة إلى المسابح. ويبقى السؤال المطروح أين دور الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية التي تعرف حقيقة ما يجري ولكنها عاجزة عن التدخل، وجدير بالذكر أن الرئيس، وبعد أن وضع نفسه في مأزق، يحاول الخروج منه عبر جمع توقيعات لرؤساء الأندية ضد الرافضين، والأيام القليلة القادمة ستعرف مزيدا من التطورات