توجد بالمغرب نماذج لجمعيات رائدة في مجال رعاية الأيتام جعلت كلها منطلقها قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» مشيرا إلى السبابة والوسطى. أول هذه الجمعيات المذكورة جمعية العون والإغاثة التي تعمل في مدينة طنجة والتي تأسست بتاريخ 4 دجنبر 1994 وأطلقت مشروع كفالة اليتيم في بيئته الأصلية في يونيو 2001. ومن التجارب الرائدة في رعاية اليتيم تجربة جمعية المنصور لكفالة اليتيم بالرباط التي أسست خصيصا لخدمة اليتامى سنة 2000، وتختتم الجمعية أنشطتها سنويا بتتويج المتفوقين من اليتامى وتخصيص جوائز تحفيزية لهم ليستمروا في مشوارهم الدراسي بتفوق. ومن جهة أخرى تعمل الجمعية المغربية لكفالة اليتيم التي تنشط بمراكش على توفيربعض الخدمات الصحية والتعليمية لفئات اليتامى وأسرهم. وفي ما يلي تفاصيل ما تقوم به هذه الجمعيات: الجمعية المغربية لكفالة اليتيم أفاد محمد بودكيك رئيس الجمعية المغربية لكفالة اليتيم تأسست الجمعية المغربية لكفالة اليتيم بمدينة مراكش في شهر رمضان من سنة 1418 (ه) موافق يناير 1998 قصد تخفيف مشاكل اليتم و العوز، و معاناة اليتامى والأرامل والعمل عل تحسين ظروفهم المادية و المعنوية. ترتكز منهجية الجمعية على رعاية اليتيم في أحضان أسرته: أمه وإخوانه وليس في المؤسسات الخيرية. و تعتمد وحدة الأسرة بدل وحدة اليتيم الفرد في مفهوم الكفالة. وتعمل الجمعية إلى حد الآن في مدينة مراكش وتنقسم المدينة إلى 16 منطقة مغطاة بخدمات الجمعية. في نهاية شهر مارس 2013، جاوز عدد الأسر المكفولة بكل اصنافها وبصفة منتظمة ما يقارب 1560 أسرة، بمعدل 3 إلى 4 يتامى لكل أسرة أي ما يفوق 5000 يتيم من خلال المعدل الهندسي. والجمعية عضو برابطة الأمل للطفولة المغربية، وعضو بمؤسسة بسمة للتنمية الاجتماعية، وعضو مؤسس للشبكة المغربية لرعاية اليتامى (منصب مستشار بالمكتب التنفيدي). ومن البرامج المستديمة التي تقوم بها الجمعية: التغطية الصحية، إذ تعنى الجمعية المغربية لكفالة اليتيم بصحة اليتامى والأرامل بتنسيق وتعاون مع الجمعية الخيرية للخدمات الصحية. وهكذا، يتم توفير فحوصات وأدوية وتحاليل واقتناء مستلزمات طبية والترتيب لعدد من العمليات الجراحية لفائدة مرضى من عائلات اليتامى المعوزة. كما تنظم الجمعية حملات للتوعية الصحية ضمن برامجها التربوية. وتعنى الجمعية أيضا بدراسة اليتامى ومتابعة نتائجهم الدراسية، وقد أسندت مهام تدبير وتسيير هذه الخدمة إلى لجنة الدعم المدرسي التي تعمل على تتبع دراسة اليتامى في المدارس العمومية قصد محاربة الانقطاع عن الدراسة من ناحية، والرفع من المستوى الدراسي لليتامى من ناحية أخرى، وتقوم اللجنة بتنظيم دروس دعم في بعض المواد الدراسية الأساسية بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية، وبدعم من المجلس الجماعي لمدينة مراكش، وبلغ عدد المستفيدين من الدعم المدرسي خلال سنة 2012 من خمسة مناطق بمراكش 410 مستفيدا برسم سنة 2012. وبالإضافة إلى مسابقة في التجويد في نسختها الأولى سنة 2012 التي تم فيها تكريم الطلبة المتفوقين الذين يهتمون بتلاوة القرآن وتجويده، ليتوج 12 متفوقا تم تكريمهم من قبل المحسنين بشراكة مع المجلس العلمي المحلي. وتنظم الجمعية أيضا أنشطة ترفيهية تربوية. ومن ناحية أخرى سجل ارتفاع مطرد في أعداد اليتامى الحاصلين على الباكلوريا من 7 سنة 2009 إلى 57 سنة 2012. واستفاد 33 طالبا سنة 2011 و 31 طالبا سنة 2012. وسجل محمد بودكيك أن الجمعية ساهمت أيضا في برنامج تجهيز وترميم مسكن اليتيم عن طريق توفير التجهيزات الضرورية التي تفتقر إليها بيوت اليتامى والأرامل. وبلغ عدد الاستفادات من هذا البرنامج 106 . وبمناسبة الدخول المدرسي تنظم الجمعية عملية «محفظة اليتيم» التي تهدف إلى توفير محافظ مجهزة باللوازم المد رسية لليتامى المعوزين، وبلغ عدد المعوزين المستفيدين من هذا البرنامج برسم سنة 2012 ما مجموعه 1225 مستفيدا. وخلال العطلة الصيفية تقوم الجمعية المغربية لكفالة اليتيم، بتنسيق مع جمعيات مختصة، بترتيب برنامج تخييم لفائدة اليتامى المتفوقين دراسيا، بلغ عدد المستفيدين منه 197 خلال سنة 2012. جمعية المنصور لكفالة اليتيم بالرباط بقول الرسول الكريم:»أنا وكافل اليتيم كهاتين» مشيرا إلى السبابة والوسطى، زينت جمعية المنصور لكفالة اليتيم بالرباط شعارها، في دلالة منها على استحضار المقاربة الإسلامية في كفالة اليتيم. وقد تأسست الجمعية في 3 فبراير 2000 وهي ذات طابع اجتماعي تكافلي وهي تقوم على العمل التطوعي وتمارس عملها على الصعيد الجهوي. هذا وقامت الجمعية بداية التأسيس بإحصاء أسر الأيام بحي يعقوب المنصور بإحصاء أسر الأيتام، وتعمل الجمعية على توفير المأكل والملبس وقد بلغ عدد الأسر المستفيدة من سنة 2003 إلى سنة 2012 ما مجموعه 2159 أسرة. وبخصوص الرعاية الصحية للأيتام تمكنت الجمعية من إفادة 581 مستفيدا من مواد تأطيرية. كما بلغ عدد المستفيدين من كسوة عيد الفطر من سنة 2003 إلى سنة 2012 2453 مستفيدا. وبلغ عدد الأغطية التي تم توزيعها على أسر اليتامى 750 غطاء بين 2007 و 2009. وفي ميدان التكوين والتحصيل العلمي تعمل الجمعية على توزيع اللوازم المدرسية على اليتامى وتدريسهم الإعلاميات وتقديم دروس التقوية وتتويج المتفوقين وتوفير فضاء ومكتبة للمطالعة. وبلغ مجموع المستفيدين 2612 مستفيدا بين سنة 2044 و2012. وفي ميدان الإبداع والترفيه تقوم الجمعية بتنظيم حفلات نهاية السنة وحفلات عاشوراء والإفطار الجماعي وحفلات خاصة بالأرامل والاحتفال باليوم العربي لليتيم وأنشطة خارجية. وتحفز الجمعية الناس للإقدام على كفالة الأيتام بقوله تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة». جمعية القاضي عياض ببني ملال رعاية مندمجة لأسر الأيتام تأسست جمعية القاضي عياض لكفالة اليتيم ببني ملال سنة 1994 لتهتم بالخدمات الاجتماعية والصحية وتقدم برامج التربية والتكوين ومشاريع التنمية المستدامة لليتامى وأسرهم. ويتميز برنامج الرعاية المندمجة لأسر الأيتام والأرامل ببعده الوقائي الذي يستهدف الأاسر المهددة بالتشتت، ويساهم في إحياء مفاهيم وقيم إسلامية متميزة للتكافل والتضامن. وانطلق مشروع الجمعية المتعلق باليتيم في يونيو 2006 ويتدرج مشروع البرنامج من كفالة اليتيم إلى احتضان الأسرة ومن كفالة مادية إلى رعاية شاملة لليتيم. وقد تطور عدد الكفالات لدى الجمعية من 73 كفالة سنة 2006 إلى 186 سنة 2012. وتتنوع صيغ الكفالة حسب تقرير توصلت «التجديد» بنسخة منه من الجمعية بين كفالة اليتيم وكفالة الأرملة وكفالة الأاسرة وكفالة الطالب اليتيم.وتتنوع الموارد بي الكفالات وصندوق للدعم والمشاريع الاستثمارية. جمعية العون والإغاثة بطنجة ريادة وطنية في رعاية أسر الأيتام لقد كانت جمعية العون والإغاثة سباقة وطنيا إلى إدراك محدودية مقاربة الكفالة المتمركزة حول اليتيم دون الالتفات الى أسرته (والتي تقف عند حدود تقديم الدعم المادي لليتيم و أسرته) وأصبحت رائدة في توسيع معنى الكفالة لتتضمن معاني الاحتضان الكامل والرعاية الشاملة (التي تغطي كل الجوانب النفسية والتواصلية و التربوية و التعليمية و الاجتماعية) لليتيم المكفول ولكل أعضاء أسرته حسب ما أفاد به عضو من مكتب الجمعية «التجديد»... ولقد اعتمدت جمعية العون والإغاثة مبكرا مشروع كفالة اليتيم بمفهوم تنموي واسع و بمقاربة أسرية /حقوقية، تعتبران الحق الأول لليتيم هو أن يعيش في كنف أسرة لا في دار أيتام وأن تكون أسرته آمنة مستقرة لا مهددة ومتماسكة لا مفككة.. و هذا الخيار هو الذي حتم على جمعية العون والإغاثة أن تستهدف بالتحديد كفالة يتيم الأب الذي يعيش في بيته في حضن أمه، ويتيم الأبوين الذي يعيش في كنف أسرة (لا في دار للأيتام ) ليبقى مشروع الكفالة ذا طبيعة أسرية ووقائية وتأهيلية. وحسب ورقة خاصة بالجمعية، توصلت «التجديد» بنسخة منها، تتعامل مع كفالة اليتيم باعتباره: مشروعا أسريا يتصور مستقبل اليتيم مرتبطا ارتباطا جدليا بمستوى تماسك واستقرار أسرته الحاضنة له. ويعتبر تدخل الجمعية وقائيا بالأساس يقتضي منها توفير بيئة إيجابية حاضنة لليتيم وحمايتها وتنميتها.ضاء أسرته فاليتيم لدى جمعية العون والإغاثة يستفيد من: المتابعة التربوية الميدانية من قبل مشرفة تربوية تزوره بشكل راتب في بيته وتجتمع به بالمركز التابع للجمعية القريب من سكناه، ومن المتابعة لوضعه الصحي واستفادته من الفحص الصحي المجاني والتطبيب وكل احتياجاته من الدواء. -المتابعة لوضعه النفسي من قبل المشرفات عبر جلسات الاستماع، وفي الحالات المعقدة بإشراف طبيب نفسي مختص عبر جلسات تطبيب نفسي. -المتابعة لوضعه القانوني وحل مشكلاته في هذا السياق بالتنسيق مع خبراء قانونيين، من مثل التسجيل بالحالة المدنية،وتمتيعه بحقه في التمدرس، وتمكينه من حقه في الإرث...الخ. -المتابعة لمسيرته التعليمية واستفادته من دروس الدعم المدرسي.ودورات مهارات التحصيل الدراسي والتوجيه التربوي،وحوافز التفوق. - الاستفادة من الحقيبة المدرسية والنظارات.وملابس العيد والملابس الشتوية، واللعب. -الاستفادة من الأنشطة التربوية الأسبوعية ( الصبيحات وأنشطة الأندية بالمراكز) والخرجات والرحلات والمخيمات. -الاستفادة من التظاهرات والأنشطة التحسيسية والتوعوية وأنشطة الاكتشاف وتطوير المهارات. هذا وتستفيد أسرة اليتيم المكفول من: - المتابعة الميدانية للأسرة بشكل راتب من قبل مشرفة تربوية تزور الأسرة في بيتها وتستقبلها في مراكز الجمعية. والمتابعة للوضع السكني للأسرة والعمل على تحسينه بما يناسب، والمتابعة للمشكلات الاجتماعية لأسرة اليتيم المكفول والعمل على حلها والمتابعة للوضع الصحي لكافة اعضاء اسرة اليتيم المكفول واستفادتها من الفحص الطبي المجاني ودعمها في احتياجاتها الطبية. وكذا المتابعة للوضع الاقتصادي للأسرة والعمل على تحسينه بالتشغيل والتأهيل والمشاريع المدرة الدخل. والمتابعة للوضع القانوني للأسرة وحل مشكلاتها بالتنسيق مع خبراء قانونيين. والمتابعة للوضع النفسي لأم اليتيم المكفول من قبل المشرفات عبر جلسات الاستماع، وفي الحالات المعقدة بإشراف طبيب نفسي مختص عبر جلسات تطبيب نفسي. إضافة إلى استفادة الأرملة من دروس محو الأمية والأنشطة التربوية والتحسيسية.وبرامج التأهيل الحرفي والمهني. واستفادة الأسرة من دعم موسمي راتب في شهر رمضان الأبرك وعيد الفطر وعيد الأضحى. ودعم الأسرة بالتجهيز المنزلي والربط بشبكة الماء والكهرباء، ودعم الأسرة بالمشورة من اجل تدبير جيد لمجالات صرف مدخراتها وكفالاتها. ووفق هذا المعنى للكفالة أصبح العمل مع الأسر المكفولة متشعبا ومتنوعا وشانا مستمرا يستوجب التفكير في صيغ جديدة للعمل تؤمن التواصل الدائم والتواجد القريب ومن هنا أبدعت العون فكرة مراكز القرب مراكز للقرب: هدفها تقريب مختلف الخدمات المقدمة من كافة أفراد أسرة اليتيم المكفول، وفي نفس الوقت يستفيد محيط اليتيم الاجتماعي (ساكنة الحي) منها،بحيث تسهم في تحقيق التغيير الاجتماعي المنشود : نحو مجتمع متضامن متكافل، وبيئة اجتماعية حاضنة لليتيم وأسرته. وكما أبدعت فكرة شبكة المؤسسات الراعية لأسر الأيتام والأرامل لمساهمتها في تنميتها وتطويرها وبناء قدراتها ومأسسة عملها الاجتماعي التنموي على قاعدة الإبداع و المشاركة والتشبيك والتدبير الجيد وفق خطة إستراتيجية مبنية على برامج بناء القدرات والمؤسسات وتطوير الرؤى والمقاربات، لتفعيل المفهوم الشرعي لكفالة اليتيم والسعي على الأرملة و قيم التضامن و التكافل الاجتماعي الشرعية/الإسلامية والإنسانية، ولتطوير وتنمية المساهمة الاجتماعية الطوعية عبر مؤسسات مدنية متخصصة ومقتدرة في بناء قدرات اسر الأيتام والأرامل بما يمكنها من الاستقرار و الاندماج الاجتماعي والفاعلية والإنتاجية والتميز.