أفادت مصادر متطابقة أن "الكلاب الضالة غزت بشكل غير مسبوق مدينة إمينتانوت وباتت تشكل خطرا كبيرا على الساكنة دون أن تتدخل الجهات المختصة للحد من خطورتها". وأضافت المصادر أن خطرها يكون أكبر في الليل وفي الساعات الأولى من الصباح، حيث تسير هذه الكلاب جماعات في الشوارع والأزقة بحثا عن الطعام، وتحدث الرعب بين المارة الذين يتحاشونها قدر الامكان. وأشارت المصادر أن بعض السكان لم يعودوا قادرين على التسوق ليلا أو الذهاب الى المسجد فجرا بسبب ترصد هذه الكلاب لهم معتقدين أنها مسعورة أو قادرة على مهاجمتهم في أية لحظة. وأشارت مصادر "التجديد" إلى ما تحدثه هذه الكلاب من فوضى حيث تقوم أيضا بتمزيق الأكياس البلاستيكية للقمامات وتتسبب في بعثرة الأزبال وتشويه المنظر العام، منبهة إلى أنه إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه فسيكون لذلك أثر وخيم على صحة المواطنين مع قرب ارتفاع درجة الحرارة. وحصلت "التجديد" على شكاية قديمة للساكنة ذكرت مشاكل عديدة من بينها "انعدام النظافة والصحة العموميتين، وانتشار ظاهرة الكلاب الضالة المتفاقمة وانعدام أي تدخل للمسؤولين مع الخطر الذي تشكله الظاهرة". وقالت مصادر من بلدية إمينتانوت، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن مشكل الكلاب الضالة الذي وصفته بالخطير والعويص طرح أكثر من مرة خلال اجتماع مستشاري البلدية مع ممثلي السلطة المحلية، ووقفوا على استفحال الظاهرة وعدم اتخاذ اي إجراء ضدها. وأضافت المصادر أنها نبهت رئيس الجماعة لأن المجلس سيكون مسؤولا ومتابعا إذا ما رفع أي مواطن دعوى قضائية ضده. وفي الوقت الذي لا يجيب هاتف رئيس البلدية طيلة ثلاثة أيام الماضية على اتصالات "التجديد"، قال الكاتب العام للبلدية في اتصال هاتفي به إن البلدية لم تعد تتوفر على طبيب بالمكتب الصحي البلدي بعدما أحيل طبيبها على التقاعد وبقي هذا المنصب شاغرا الى اليوم ، كما لا توفر وزارة الفلاحة أي بيطري من أجل متابعة المشكل بالرغم من عدد من المراسلات التي بعث بها المجلس. وأشار أن المواطنين الذين يقدمون إلى المكتب الصحي بسبب عضات الكلاب كلهم من الجماعات المجاورة وليس من المدينة، مشيرا أن عددا من الكلاب تفضل البقاء في إمينتانوت بعد أن يكون أصحابها قد رجعوا الى دواويرهم عند انتهاء تسوقهم من السوق الاسبوعي. وأضاف أن المكتب الصحي يحاول توفير التلقيح ضد داء الكلب عبر حملات، في الوقت الذي أصبحت بعض الأدوية المستعملة ضد الكلاب محرمة دوليا. وقالت مصادر أخرى أن المشكل قديم ويتكرر كل سنة ويذكر بشكل ملفت في التقارير السنوية لأشغال اللجنة المكلفة بالتعمير وإعداد التراب والبيئة والمرافق العمومية، وحصلت "التجديد" على نسخة من تقرير سنة 2011 وفيه أن هذه اللجنة التمست تكثيف الجهود للاتصال بطبيب قصد العمل بالمكتب الصحي البلدي وكذلك الإسراع بالتدخل الناجع أمام تكاثر الكلاب الضالة داخل المدينة، بينما هناك تراجع ملحوظ وكبير لعمليات المكافحة واستفحال الخطر الذي تشكله على المواطنين، مشيرة أنها في جولة ارتجالية قامت اللجنة بإحصاء أزيد من 80 كلبا في واضحة النهار و لاحظت أن العدد يكون أكبر بكثير ليلا، كما أن طرح أعضاء اللجنة حالات واحدة منها كادت تودي بحياة طفلة صغيرة.