أصبحت الحركة في مركز بلدية الزاك -إقليم أسا- مشلولة وأغلقت أغلب المتاجر والمقاهي ومختلف أنواع المحلات أبوابها، تعبيرا عن غضب الساكنة المحلية ممّا آلت إليه الأوضاع في هذه المنطقة، التي بلغ فيها الإهمال وسوء التدبير درجات لم تعُد محتملة. واستنادا إلى مصادر متتبعة لما يجري في المنطقة، فإن ما أجّج حركة الاحتجاج وساهم، بشكل كبير، في خلق حالة الاحتقان حدثان بارزان وقعا في الأيام القليلة الماضية، وهما إعفاء باشا المدينة، الذي لم يستجب لضغوط بعض «اللوبيات» النّافذة في الإقليم، ووفاة الممرّضة الوحيدة التي كانت تقوم ب»دور الطبيب» في منطقة الزاك، والتي لقيت حتفها في محاولة إنقاذها طفلة صغيرة شرعت الكلاب الضالة في «افتراسها».. حيث انقلبت سيارة الإسعاف التي كانت تُقل الضحيتين في طريقها إلى كلميم.. وقال محتجّون، اتّصلوا صباح أمس ب»المساء»، إن الساكنة ستعتصم وسط المدينة، للتنديد بما تعيشه المنطقة من تهميش، وستطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك. وفي السياق ذاته، توصلت «المساء»، يوم أمس، ببيان لحزب العدالة والتنمية في مدينة الزاك، يطالب بالتحقيق في مصير الاعتمادات المالية الهامّة التي تم رصدها لعدّة مشاريع في المنطقة، لكنّها «لم ترَ النور»، ودعا إلى الضرب على أيدي المفسدين الذين عرقلوا عجلة التنمية في المدينة، ومحاسبة المسؤولين عن التقصير الذي جعل الساكنة تتخبّط في عدة مشاكل. وأشار البيان، في هذا الصددن إلى انعدام الإنارة العمومية في معظم أزقة وأحياء المدينة وإلى غياب الحكامة الجيدة، وهو ما انعكس سلبا على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، نجمت عنه اختلالات وتجاوزات سبّبت احتقانا يهدّد السلم الاجتماعي. ولدى اتصال «المساء» برئيس بلدية الزاك، عثمان عيلا، قال إن «المشكل الأساسي الذي يقف وراء هذه الاحتجاجات هو الكلاب الضالة، التي حاربناها مرارا وتكرارا، إلا أن البلدية تجاورها ثلاث جماعات قروية يجب أن تقوم، أيضا، بالمجهود نفسه، لأننا نقوم بالحملة داخل المجال الحضري ونطاردها أحيانا على مسافة 15 كيلومترا، مما يدفع الكلاب إلى الهروب نحو الجماعات المجاورة، لتعود مجدّدا في أوقات متأخرة ليلا، وهذه الظاهرة ليست محصورة في بلدية الزاك، وإنما هي ظاهرة وطنية بل ودولية». وأضاف الرئيس أن «هناك قلة قليلة تريد أن تستغل هذا الحدث لحسابات سياسية»، دون أن ينفي المسؤول المذكور ضعف الخدمات الصحية وعدم تعيين أطباء في المدينة. وانتقد رئيس بلدية الزاك إثارة مشاكل أخرى، من قبيل تنقيل الباشا وتدبير الأعلاف المدعمة وبطائق الإنعاش. واعتبر أن إثارة هذه المواضيع يعتبر «ركوبا» على مشكل الطفلة التي تعرّضت لهجوم الكلاب الضالة. وتطالب الساكنة بتحسين الخدمات الصحية وتوفير طبيب قار في المدينة وسيارات إسعاف مجهزة. كما دعا البيان المشار إليه المجلس البلدي والسلطات المحلية والإقليمية إلى تحمّل مسؤوليتهم الكاملة تجاه الأوضاع التي تشهدها المدينة، وجاء فيه: «نطالب بالتحقيق في ملابسات تنقيل باشا المدينة، الذي لمست فيه الساكنة رغبة في محاربة الفساد».