تسبّبت الكلاب الضالة بجماعة الزاك، إقليم أسا، في مأساة إنسانية بعد محاولة إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات كانت الكلاب بصدد افتراسها وألحقت بها جروحا بليغة في الرأس والأطراف، غير أن الفاجعة الأكبر هي انقلاب سيارة الإسعاف التي عملت على نقل الطفلة من الزاك في اتّجاه أسا، حيث أسفر الحادث عن وفاة الممرضة التي كانت ترافق الطفلة إيمان وجُرح عسكريين كانا على متن السيارة. واستنادا إلى مصادر بالمنطقة، فإن حالة من الارتباك سادت في أوساط المسؤولين ليلة أول أمس، وهرعوا إلى قسم المستعجلات بأسا وعاينوا الضحايا ووفّروا سيارتي إسعاف مدنيتين لنقلهم إلى المستشفى العسكري بكلميم (100 كلم)، غير أن هول الفاجعة سلّط الأضواء على واقع المنطقة الذي يتّسم بالإهمال ولامبالاة المسؤولين، ذلك أن حادثا مماثلا سبق أن وقع السنة الماضية بمنطقة الزاّك، عندما هاجمت الكلاب الضالة تلميذة في السادسة من عمرها فشوّهت ملامحها ونهشت أطرافها، ولم تأخذ الجهات المسؤولة والمنتخبة العبرة من هذه الواقعة التي تكرّرت هذه المرّة بصورة أكثر بشاعة. وإذا كان هذا الحادث يكشف بجلاء تدهور الخدمات الصحية المقدّمة من مصالح الوزارة المعنية ومن مصالح البلدية، فإنه كشف من جانب آخر عدم اتخاذ الإجراءات الكافية بخصوص علامات التشوير على مستوى النقط التي تعرف أشغال التوسعة بالطريق الوطنية في المقطع الرابط بين الزاك وأسا، حيث ربطت بعض المصادر حادث انقلاب سيارة الإسعاف في نقطة «وين فكيك» بوجود ركام من الحجارة في موقع الأشغال، وهو ما دفع السائق إلى التغيير المفاجئ لوجهة السيارة، وأدّت قوة الاصطدام إلى خروج الممرضة من الواجهة الزجاجية للسيارة حيث لقيت حتفها مباشرة. هذا الحادث أشعل فتيل الاحتجاجات بالمنطقة، ودفع العشرات من ساكنة مدينة الزاك إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الذي نتجت عنه هذه الفاجعة، وقبل انطلاق هذه الاحتجاجات أوضح المنظمون أنهم سينفّذون وقفات احتجاجية أمام باشوية المدينة وأمام مقر البلدية وأمام المركز الصحي للتنديد بالاستهتار بأرواح المواطنين، والمطالبة بالتحقيق والمحاسبة لكشف مصير اعتمادات بالملايير صرفتها الدولة على المنطقة دون أن يظهر لها الوقع المرجو على الساكنة. وكانت منطقة الزاك عاشت في ما مضى حالة من الغليان، خاصة بمدرسة عمر بن الخطاب حيث تدرس الطفلة التي هاجمتها الكلاب الضالة في أكتوبر 2010، وتوافد المئات من المواطنين وتلاميذ المؤسسات التعليمية على مدرسة ابن العقول وثانوية النصر الإعدادية وثانوية الرغيوة التأهيلية، ونظموا مسيرة انتهت بوقفة احتجاجية أمام مقر بلدية الزاك للتنديد بالإهمال، وعدم الاستجابة لنداءات المواطنين الذين وقّعوا عرائض موجّهة إلى عامل الإقليم ومصالح وزارة الداخلية بشأن محاربة الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على الأطفال والتلاميذ والمواشي بالرغم من أن ميزانية التسيير بالبلدية تتضمن فصولا لحفظ صحة وسلامة المواطنين.