ألقى حادث هجوم شنّته كلاب ضالة على تلميذة بمدينة الزّاك بظلاله على أشغال دورة أكتوبر العادية للمجلس الإقليمي لأسا الزاك، وخلق الحادث نقاشا واسعا في صفوف أعضاء المجلس بالنظر إلى فظاعة ما تعرّضت له طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات بالقرب من السوق الأسبوعي للمدينة. وتفيد مصادر «المساء» أن عامل الإقليم، إبراهيم أبوزيد، توجّه نحو أعضاء المجلس ورؤساء الجماعات الحضرية والقروية مشدّدا على أنهم ملزمون، وفقا لاختصاصاتهم، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للقضاء على الكلاب الضالة وتحمّل مسؤوليتهم في توفير المصل والحقن الخاصة بمعالجة المواطنين الذين عادة ما يكونون عرضة لهجمات الكلاب، داعيا إلى أن تجري هذه العمليات بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة بالإقليم. وفسّر المتتبعون للشأن المحلي هيمنة الحادث المذكور على أشغال الدورة بهول الصدمة بعد أن هاجمت حوالي 7 كلاب الطفلة التي تدرس بالسنة الأولى بمدرسة عمر بن الخطاب مباشرة بعد خروجها من المدرسة، حيث نهشت الكلاب أطرافها، وأجزاء من وجهها، وقال أحد أساتذة المدرسة «لقد كادت «ليلى» تفارق الحياة لولا لطف الله وتدخل أحد المواطنين الذي كان يتجول بالمنطقة على دراجته»، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري الخامس بكَلميم، حيث تم إخضاعها لمراقبة طبية صارمة لمعالجتها. وعاشت الأوساط التعليمية بمدينة الزاك خلال الأسبوع المنصرم حالة من الغليان، خاصة بمدرسة عمر بن الخطاب، حيث خرج تلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية «مدرسة ابن العقول، وثانوية النصر الإعدادية، وثانوية الرغيوة التأهيلية» في مسيرة انتهت بوقفة احتجاجية أمام مقر بلدية الزاك، كما نظّم رجال التعليم وقفة احتجاجية يوم الخميس المنصرم للتنديد بما يعتبره المحتجون إهمالا من المجلس البلدي لمدينة الزاك لهذا الجانب، وعدم الاستجابة لنداءات المواطنين، عبر عرائض سبق أن وجّهوها إلى السلطات الإقليمية ووزارة الداخلية، بشأن محاربة الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على الأطفال والتلاميذ والمواشي، بالرغم من أن ميزانية التسيير بالبلدية تتضمن فصولا لحفظ صحة وسلامة المواطنين. وفي السياق ذاته، أصدرت كل من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، والجامعة الحرة للتعليم، بيانا مشتركا تستنكران فيه، إلى جانب منخرطي باقي النقابات، كل ما يمُس سلامة وأمن التلاميذ، وطالبوا النائب الإقليمي للوزارة، في بيان توصلت به «المساء»، بالتحرك السريع لضمان عدم تكرار هذه الحوادث، خاصة وأن أطر وتلاميذ مدرسة «ابن العقول» سينتقلون قريبا إلى البناية الجديدة الكائنة بالقرب من المذبح البلدي حيث تنتشر الكلاب الضالة، ودعا البيان المسؤولين عن الشأن المحلي إلى التدخل العاجل والقيام بالإجراءات الكفيلة بالقضاء على الكلاب الضالة، كما علمت «المساء» أن حزب الاتحاد الاشتراكي، وحزب العدالة والتنمية ومركز حقوق الناس بمدينة الزّاك أصدروا بيانا يحملون فيه المسؤولية للمجلس البلدي والسلطات المعنية. ولدى اتصال «المساء» برئيس المجلس البلدي للزاك، أوضح عثمان عيلا، أن ظاهرة الكلاب الضالة منتشرة في مختلف المدن المغربية، وقال إن مصالح البلدية تعمل باستمرار على مواجهتها إلا أن أعدادا كبيرة من هذه الكلاب تَفد على المنطقة من الجماعات المجاورة مما يستلزم تضافر جهود الجميع، خاصة وأن الأشخاص الذين يتطوعون لقتل الكلاب يواجهون أوصافا لاذعة في الأوساط المحلية تُشعرهم بالإهانة، واعتبر المتحدث أن الحدث تم استغلاله سياسيا معتبرا أن الذين أصدروا البيانات لا يبذلون أي جهد مساعدة المصالح المختصة على مواجهة الكلاب الضالة.