صبّ أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج والمتحدرين من إقليم أسا الزاك جامَ غضبهم على كبار المنتخَبين في الإقليم، من برلمانيين ورؤساء جماعات حضرية وقروية، واستنكروا غيابهم المتكرر، منذ سنوات، عن اللقاء الذي يُنظَّم كل عام بمناسبة اليوم الوطني للمغاربة المقيمين في الخارج. واعتبر رئيس جمعية وادي درعة الحمادة وركزيز لأبناء قبائل آيتوسى في أوربا، سالم بوكيوض، أن عدم تواصل هؤلاء مع أفراد الجالية لا يشجع على المزيد من العطاء ويتعارض مع مبدأ الشراكة والتعاون من أجل تحقيق التنمية المنشودة للمنطقة، وأكّد في حديث ل«المساء» أن هذه الوضعية غير الصحية تُضيع على المنطقة فرص الاستثمار والتنمية وتزيد من اتساع الهوة بين الأجيال الحالية وبلدهم الأصلي. وخلال اللقاء، الذي انعقد بالمناسبة أول أمس في مدينة آسا، أثار بعض أفراد الجالية عددا من الإشكاليات المرتبطة أساسا بضعف البنية التحتية في معظم جماعات الإقليم والتلاعب الحاصل بخصوص بطائق الإنعاش وعدم تفعيل التوظيفات في عدد من الجماعات التي يفضل بعض الرؤساء استخدامها كورقة انتخابية، إلى جانب إثارة مشكل الجرف الذي يهدد الساكنة المحاذية له، ومشكل السوق الأسبوعي في المدينة وضعف الخدمات الصحية في الإقليم. وخلال كلمة بالمناسبة، أشار رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك، رشيد التامك، إلى أن طموح المجلس يتجلى في ربح الرهان للحاق بسائر أقاليم المملكة في مجالات التنمية والعناية بالعنصر البشري، وهو ما يتطلب العمل جنبا إلى جنب لإنعاش المبادرة الحرة في الإقليم والتعريف بمؤهلاته. وفي الوقت الذي انتقدت بعضُ التدخلات تدبيرَ الشأن المحلي بفي المدينة، دافع البعض الآخر عن الدينامية التي تعرفها آسا، وقال بعض المتدخلين إن خلق عشرات المقاولات الشابة في الإقليم ساهم في تكوين طبقة «وسطى» من شباب المنطقة أنعشوا الحركية التنموية في الإقليم. وفي تصريح ل»المساء»، قال النائب الأول لرئيس المجلس البلدي لأسا، الخرشي الوافي، إن اللقاء الذي مرّ في أجواء أخوية شكّل مناسبة للاستماع إلى ملاحظات أفراد الجالية بخصوص النقص الحاصل في البنية التحتية، وكدا مطالبة الجالية بتخصيص وعاء عقاري لإقامة تجزئة سكنية، حيث سيعمل المجلس، يضيف المتحدث، على تلبية هذا الطلب بعد مناقشته من طرف مكتب المجلس، خاصة وأن الجالية سبق أن دخلت في شراكة مع البلدية وأنجزت مشاريع ذات وقع إيجابي في المنطقة. وعلى صعيد آخر، دعا بعض المشاركين في اللقاء إلى التفكير، بجدية، في إشكالية المغادرة الجماعية لمعظم ساكنة الإقليم كلما حلّ فصل الصيف، واعتبرت بعض التدخلات أن غياب فضاءات خضراء وانعدام برامج للتنشيط وتقديم الخدمات للمواطنين يشجع على هذه الظاهرة التي اعتبرها بعض المتدخلين «غير صحية»، إلى جانب الدعوة إلى مساهمة الجالية في التسويق للمؤهلات السياحية في الإقليم والاستثمار فيها.