وضع المتهمان بالتغرير بقاصرين بمؤسسة تعليمية ابتدائية بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة على ذمة التحقيق. وكانت التحقيقات الأمنية كشفت بأن المتهمين (سنهما على التوالي 45 سنة و16 سنة)، كانا «مسخرين» من قبل شبكة يقف وراءها أجنبي، لاستدراج تلاميذ مدارس ابتدائية إلى شقة بحي التشارك قبل تعرض الجميع إلى عملية اعتداء جنسي يتم تصوير فصوله بكاميرا رقمية. «التجديد» استمعت لشهادات بعض من ضحايا «مرضى» بعقد نفسية واجتماعية، «تجردوا» من كل الأحاسيس الآدمية، وهم يروون عطشهم الوحشي، على حساب طفولة دون «سن التمييز» تتراوح أعمارهم بين 6 و13 سنة، مورس عليها سلوك جنسي شاذ تحت التهديد، وأعيدت الكرة مرات ومرات...اعترافات المعتدى عليهم، أجمعت على كون الضحايا كانوا يذهبون من تلقاء أنفسهم، بعد التغرير بهم في المرة الأولى، وبأنه كان عليهم في كل مرة اصطحاب تلاميذ آخرين، تنفيذا لرغبة الجاني الذي كان يتوعدهم بالقتل إن لم يجلبوا تلاميذ آخرين. والحث على انتقاء الذين يعيشون أوضاع أسرية غير مستقرة، حيث لا يسأل عنهم حتى وإن تأخروا في الالتحاق بمنازل أسرهم. . شهادات التلاميذ الضحايا بتعرض زملائهم وزميلاتهم ذكورا وإناثا بمدارس أخرى للاعتداءات الجنسية جاء ذكر أسمائهم في الاعترافات أثناء البحث والتحري في الملف، خلفت حالة من الخوف في صفوف آباء وأولياء التلاميذ، الذين التزم أغلبهم صمتا «مبهما» وتكتما شديدا، وتحفظ كثير منهم عن تقديم شكايات بتعرض أطفالهم للاعتداء الجنسي كرها مخافة من العار والفضيحة. هذا، ويتوقع أن يعلن ائتلاف من الأطر التربوية (معلمين ومعلمات) بالمدارس الواقعة على تراب حي التشارك، عن نفسه في غضون الأيام القليلة المقبلة. وذلك في إطار مواكبة للمعتدى عليهن، و التحسيس بالظاهرة لإيقاف نزيف الاعتداءات التي تطال تلاميذ المدارس. على الإيقاع المتنامي لقضايا الاعتداءات الجنسية التي تطال الأطفال، نددت جمعيات عاملة في حقل الطفولة ب «تسامح» العدالة مع مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي ضد الأطفال. وإلى ذلك دعت نجاة أنور رئيسة جميعة «ما تقيش ولدي» إلى مزيد من الحزم في التعامل مع مثل هذه القضايا، موجهة إلى تفعيل مقتضيات الدستور الجديد فيما يتعلق بالحماية. ودعم المجتمع المدني وإشراكه في البرامج التي تهم الطفولة.