نظمت زوال الثلاثاء 8 يناير 2013 جمعيات محلية وأولياء وآباء التلاميذ وقفة احتجاجية أمام ابتدائية جمال الدين الأفغاني بحي التشارك للتنديد بالاستغلال الجنسي لتلاميذ مؤسسات تعليمية بنيابة سيدي البرنوصي بالبيضاء التي تفجرت الأسبوع الماضي بسيدي مومن. المشاركون بالوقفة طالبوا بمتابعة أفراد الشبكة التي تستدرج التلاميذ من المدارس، لممارسة الاعتداءات الجنسية عليهم من قبل شخصين وتصويرهم بأجهزة رقمية، مقابل قطع الحلوى ومبالغ مالية ذكر بعض الأطفال الضحايا أنها لا تتجاوز درهمين. الواقعة، استنفرت جمعية "ما تقيش ولدي" التي نصبت نفسها كطرف مدني في القضية التي فجرها إطار تربوي بالمركز الاجتماعي أم كلثوم المهتم بأوضاع الطفولة في وضعية غير مستقرة بمقاطعة سيدي مومن. وذلك استنادا إلى اعترافات أحد منخرطيها وهو تلميذ بالقسم الرابع الابتدائي بواقعة تعرضه لاعتداءات جنسية متكررة، إلى جانب مجموعة من تلاميذ المؤسسسات التعليمية بالمنطقة. وتعود أطور القضية حسب أستاذات بابتدائية معنية بواقعة الاعتداء الجنسي على تلامذتها، إلى اكتشاف زميلة لهن للموضوع، بعد أن أثارها الغياب المتكرر لتلميذة في القسم الثاني ابتدائي، وترددها المستفز على المرحاض وطريقة جلوسها على المقعد، ما اضطرها في الأخير إلى البوح لمعلمتها بما تعانيه من آلام جراء اعتداءات جنسية متكررة تطالها من قبل شخص قالت أنه يقطن بالعمارة التي تسكن بها أسرتها منذ أن كانت تدرس بروض للأطفال. وزادت في اعترافاتها لمعلمتها أن هذه الاعتداءات تطال أيضا زملائها وزميلاتها في الدراسة بإحدى الشقق بحي التشارك.أشرت عليهم في الصور الجماعية لتلاميذ من القسم الأول إلى القسم السادس ابتدائي، بوضع علامات بقلم الرصاص على المعنيين منهم ذكورا وإناثا. أكد المصدر ذاته ل "التجديد" بأن الأستاذة أخبرت الإطار التربوي بالمركز الاجتماعي بما يتعرض له تلميذ من المركز يدرس بذات المؤسسة التعليمية حسب إفادات التلميذة، فاصطحبه إلى الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية بسيدي البرنوصي للاستماع إلى شهادته، التي قادت إلى القبض على فردين من الشبكة أحدهما يلقب ب "شاكيرا". وأضاف مصدر "التجديد" بأن الأستاذة أخبرت أيضا أم التلميذة بما تتعرض له من اعتداءات جنسية، مضيفة أن الأم أخذت ابنتها إلى المستوصف لكن بعد أن أكدت الفحوصات الأولية آثار الاعتداء الجنسي عليها، غادرت المستشفى دون أن تعرضها على الطبيب المختص خوفا من "الفضيحة". هذا، وتواصل عناصر الشرطة القضائية بالبرنوصي، الاستماع إلى شهادات مجموعة من التلاميذ ضحايا الاعتداءات الجنسية، وتباشر زيارات ميدانية لمجموعة من المؤسسات التعليمية بالمنطقة تحوم شكوك حول تعرض مجموعة من تلاميذتها للاعتداءات الجنسية من قبل أفراد شبكة الاستغلال الجنسي للأطفال. فيما تتحفظ كثير من الأمهات عن تقديم شكايات بتعرض أطفالهن للاعتداء الجنسي مخافة الاضرار بسمعتهن. أمينة ماء العينين رئيسة جمعية إنصاف للمرأة والطفل، ترى أن تناسل الأخبار عن الاعتداءات الجنسية التي أضحت تطال الأطفال بشكل مرتفع تخبر عن متغيرات عميقة تطال البنية المجتمعية الآن. مشيرة إلى أن هذا الخطر وصل إلى قلب المؤسسات التعليمية من قبل أعوان وحراس وأحيانا أطرا تربوية بشكل ربما لم يعد معه التعبير عن حالات استثنائية، وإنما تعطي مؤشرات في حالة ظاهرة. وطالبت ماء العينين بالتصدي للظاهرة وجعلها ضمن قائمة أولويات مختلف الفاعلين حكومة ومجتمعا مدنيا..، لأن أخطر ما فيها أنها تتربص بالمؤسسات التعليمية التي يفترض أن تكون المحضن الذي يستأمن فيه على الأطفال. من جهته، شدد سعيد كشاني رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، على المسؤولية المشتركة لجميع المتدخلين في تأمين فضاءات التنشئة للتلاميذ بعيدا عن أية مخاطر تتهدهم داخل المؤسسات أو في محيطها الخارجي. خاصة في ظل استفحال مثل هذه الظواهر. وإزاء ذلك، أكد كشاني في تصريح ل "التجديد" على دور الآباء وأولياء الأمور في التحكم الإيجابي في سلوكات التلميذ، بحيث لا يُتْرك الطفل بدون مراقبة. بل على الآباء أن مراقبة آباء وأولياء التلاميذ لأبنائهم، على مستوى تتبع التحصيل الدراسي، مع الانتباه إلى التحولات التي يمكن أن تقع على سلوكياتهم.