ظاهرة التحرش الجنسي داخل المؤسسات التربوية ليست جديدة على مجتمعنا لكن حدتها تتفاقم اليوم، والكل يتساءل كيف تحول بعض المربين إلى ذئاب؟ «المساء» تفتح النقاش حول الظاهرة لمعرفة رأي كل الأطراف المعنية.. رغم نفي بعض الأطراف لها وتحدث بعضهم الآخر بنوع من الاحتشام.. ليست ظاهرة التحرش الجنسي شيئا جديدا على منظومتنا التعليمية، لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة تحظى باهتمام وسائل الإعلام وتخرج من قاعات الدرس وأماكن الظل إلى العلن، بفضل الإنترنت والهواتف النقالة ووسائل الاتصال الحديثة.. تحرشات واعتداءات جنسية تطال التلاميذ والتلميذات، فتخلف لديهم ندوبا داخلية وآثارا نفسية وخيمة لا يمحوها مرور السنين، كما أنها تسيء إلى المنظومة التربوية ككل التي تضم مربين أفاضل وأطرا تربوية تحرص على إنشاء وتربية تلاميذها أحسن تربية. ولأن الظاهرة موجودة وتتفاقم يوما عن آخر، كان لزاما علينا أن نضع الأصبع على الجرح، ونتحدث إلى بعض ضحايا الظاهرة إضافة إلى مربين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين، من أجل الاقتراب أكثر من هذا الخطر الذي أصبح يتربص بتلاميذ مؤسساتنا التعليمية. «المعلم جاي» بدون سابق إنذار رفضت الصغيرة غزلان، التي لا يتجاوز سنها تسع سنوات، الذهاب إلى المدرسة وبكت بهستيرية.. وصرخت «المعلم جاي».. ضربوها في البداية لكن لم ينفع العقاب، بل ازدادت حالتها سوءا، ظن الأهل أن مسا من الجن أصابها فحملوها إلى الأولياء والفقهاء.. وكلما قال لها أحد اذهبي إلى المدرسة تنتابها حالة من الذعر والخوف، ومع تفاقم وضعها، نقلت إلى طبيب عام بالمدينة، فنصح أهلها بأخذها إلى طبيب مختص في الأمراض النفسية، بعد أربع سنوات من العلاج اكتشف الطبيب أن الصغيرة تعرضت لتحرش جنسي وكانت ترى زميلاتها داخل القسم يقع لهن نفس الشيء، لكن المعلم كان قد رحل عن القرية التي يدرّس فيها، فيما انقطعت غزلان عن الدراسة، والأسرة لا تملك دليلا ضده والصغيرة مازالت تتابع العلاج إلى الآن.. وكلما انتابتها النوبة تصرخ المعلم جاي. الابنة حامل والأب في مصحة لم تصدق الأسرة أن ابنتها حامل فالأب كان يرافقها كل يوم إلى المدرسة التي تبعد عنهم على متن دراجته ويعيدها في المساء، وقع الخبر على العائلة كالصاعقة، عندما بحثوا وجدوا أن الأستاذ هو من غرر بابنتهم القاصر، وحتى لا يفتضح أمره تزوج بها وقبلت الأسرة على مضض.. لكن الأب أصيب بأزمة نفسية حادة وهو يتابع العلاج حاليا في إحدى المصحات النفسية. ظاهرة مسكوت عنها يقول عبد الله حارص (فاعل تربوي) إن «ظاهرة التحرش الجنسي داخل المؤسسات التعليمية تبقى غير معزولة عن التحرش الجنسي الموجود في المجتمع ككل، وهي لها أسباب متعددة منها التأثيرات الفردية داخل الأسرة ودور وسائل الإعلام، بالإضافة إلى المتغيرات التي حدثت داخل المجتمع، كانعدام الحماية القانونية الصادرة عن الجهات التي لها علاقة بالموضوع، مثل وزارة التربية الوطنية، للحد من الظاهرة، لأنها تتم داخل وخارج الأسوار المدرسية، بحكم تعدد مهام بعض رجال التعليم المفروض وضع جلسات استماع إليهم والقيام بحملات تحسيسية حتى لا تتفشى الظاهرة أكثر». واستطرد حارص أن «ما يجب التأكيد عليه هو أن الظاهرة رغم معرفة الجميع بوجودها ورغم وجود عدة قضايا على أنظار المحاكم، فإنها تبقى ظاهرة مسكوت عنها لهذا ففضحها مسؤولية الجميع.. من مربين وتربويين ومجتمع مدني، ويبقى الجانب الردعي هو الحاسم في هذه الظاهرة حتى تظل المؤسسة فضاء للمعرفة والأخلاق والقيم». لا يمكن نفي التحرش «ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال لا يمكن نكرانها، فهي موجودة سواء في الابتدائي أو الثانوي وحتى في الجامعة، وهي تخضع لطبيعة الشخص النفسية وثانيا لعدم تقدير المسؤولية المنوطة ببعض رجال التعليم، وتتداخل فيها بعض العوامل، منها سن الأستاذ وسن المتحرش بها، لأنه في بعض الأحيان التلميذة هي التي تلعب دور الإغراء وتسعى للتحرش بأستاذها وتتباهى بين قريناتها بأن لها علاقة مع أستاذها»، هكذا أجاب محمد.ن، مدير مدرسة، حين سألناه عن الظاهرة، مضيفا أن هناك «في المقابل أساتذة مرضى نفسيا يبحثون عن إشباع رغباتهم بأية طريقة، إذ يملكون وسائل الضغط على المتحرش بها، منها النقطه على سبيل المثال التي تقرر مصير الطالبة. أما بالنسبة إلى الذين يتحرشون بالأطفال فهؤلاء مرضى إذ يغررون بالتلاميذ الصغار إما بقطعة حلوى أو بلعبة». وبالنسبة إلى الحلول التي يقترحها للحد من التحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية، يرى محجمد.ن أن «هذه الظواهر الشاذة لا تعالج تربويا ولكن يجب أن يطبق على مرتكبيها القانون .كما أن على الآباء أن يتحملوا جزءا من المسؤولية إذ عليهم أن يراقبوا أطفالهم وسلوكهم ويلاحظوا أي تغير يطرأ عليهم ويعلموهم الصراحة وقول كل شيء». «لا تظلموا الأستاذ»! وإذا كان البعض يرى أن ظاهرة التحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية أصبحت خطرا محدقا بفلذات أكبادنا يستوجب دق ناقوس الخطر من أجل مواجهته، فإن بعض الأطر التربوية ترى أنه ليست هناك ظاهرة بالمعنى الحرفي للكلمة، بقدر ما أن هناك حالات معزولة، وهو الرأي الذي تدافع عنه فاطمة، أستاذة التعليم الإعدادي بالرباط، التي تعتبر أن «هذه الحالات شاذة لو وجدت.. لكني أحمل الأسرة المسؤولية لأن بعض التلميذات يأتين شبه عاريات إلى المدرسة، وإذا طلبت منهن أن يحتشمن في لباسهن لا يحترمنك ويتحدثن عن حقوق لا يعرفونها، لهذا أول شيء أفعله مع تلاميذي هو أن أطلب منهم في أول لقاء بيني وبينهم أن يحدثوني عن حقوقهم التي يريدونها». وتضيف أن «الأستاذ فقد قيمته مع هذا الجيل.. لهذا حتى اتهام بعض الأستاذة بالتحرش أعتبره في بعض الأحيان انتقاما من طرف بعض الطالبات من أجل ابتزاز الأستاذ ليمنحهن نقطة، لكن مع ذلك أصر على أنه إذا وجدت حالات فهي تبقى شاذة.. وعندما تعرف تتخذ في حق صاحبها أقسى العقوبات ولا يتضامن معه أحد لأننا نحن رجال التعليم لدينا أيضا أطفال في المدارس ولا يمكن أن نتصور أن يقع لهم شيء مماثل، لهذا أقول لا تظلموا رجل التعليم». آثار نفسية وخيمة أما الدكتور عبد العزيز الغازي، أخصائي نفسي، فيرى أنه «داخل كثير من المؤسسات التعليمية تقع سلوكات لا علاقة لها بالمسؤولية التربوية من طرف بعض الأساتذة، وهؤلاء قلة لا يشرفون الهيئة التربوية لأنهم يتصرفون تصرفات لا أخلاقية حينما يجدون أنفسهم صحبة أطفال مراهقين لهم تأثير عليهم، وتكون النتيجة أنه تظهر سلوكات شاذة تجعل الطفل يعيش حالة من القهر فيصبح خائفا صامتا، وإذا تعلق الأمر بمراهقة تشعر بالحرج أمام العائلة وتعيش صراعا قويا وضغطا نفسيا كبيرا، ولا تعرف كيف تتعامل مع مثل هذه السلوكيات، وقد عاينت كثيرا من الحالات اشتكت فيها الفتيات من تصرفات أساتذتهن ولم يعرفن كيف يصدونها، لكن قضية التحرش قد يتعرض لها حتى التلاميذ لكنها حالات قليلة جدا». ويضيف الدكتور الغازي أن «السلوك البشري معقد لهذا يجب التحسيس بالظاهرة والحديث عنها، والمفروض إجراء اختبارات نفسية للمقبلين على التدريس لمعرفة مؤهلاتهم النفسية للقيام بالعمل التربوي لأن من يقوم بهذه السلوكات يظن أنه ليست لها أبعاد على المتحرش بهم، وأنها تذهب مهب الرياح لكنه يتناسى ويجهل أنه يقوم بعمل إجرامي، لأن من تتعرض للتحرش أو للاعتداء تعيش طيلة حياتها محطمة إذا لم تتم معالجتها. والسؤال المطروح هو كيف ننتظر من الذين تعرضوا للاعتداءات أن يكونوا مواطنين أسوياء، فالذين يقومون بهذه التصرفات يجنون على مصير من تعرضوا للاعتداءات، وهذا السلوك لا نجده في المؤسسات التربوية ولكن حتى في الداخليات وفي بعض مراكز الرعاية الاجتماعية. على المسؤولين أن ينتبهوا ويعطوه العناية الكاملة حتى يتم استئصاله من جذوره، كما أنه على الآباء أن يعلموا أبناءهم التواصل معهم ويكلموهم بصراحة حتى يمكن حمايتهم». عدد المتحرش بهن في تزايد أما احسني مصطفى، أخصائي اجتماعي، فيقول عن الظاهرة: «كثر الحديث عن تحرش أساتذة الجامعات بطالباتهم، ولا يتخيل البعض أن الأمر صار ظاهرة تستحق الدراسة والبحث إلا عندما يعلم أن نسبة مهمة من الطالبات الجامعيات والتلميذات يتعرضن للمضايقات والتحرشات الجنسية المستمرة من قبل أساتذتهن، خاصة إذا عرفنا أن مفهوم التحرش لا يعني بالضرورة ممارسة فعل مناف للحياء، لكنه بالضرورة يشمل كل قول أو فعل أو إيحاء يحمل مفهوما جنسيا، وقد يختلط على البعض مفهوم التحرش والمضايقات الجنسية بمفهوم المعاكسة في الشارع، لكن الأمرين مختلفان تماما وإن كانا في المحصلة يسببان نفس الأذى للفتيات. فقد تتعرض الطالبة أو التلميذة للتحرش الجنسي المباشر وغير المباشر من أحد أساتذتها، بحيث يمكن أن يقتصر الأمر في البداية على إيحاءات عبر الكلام وتلميحات جنسية، وينتقل الأمر بعد ذلك إلى تحرشات مباشرة باللمس، وقد يسود الاعتقاد بأن الأمر يعود إلى ارتداء الطالبة ملابس فاتنة أو مغرية فقط، لكن الأمر ليس بهذه السطحية بل إن المسألة نفسية داخل الشخص نفسه . وقد يتقرب المدرس إلى جميع الفتيات من تلميذاته أو طالباته، ويستغل أحيانا حاجتهن إلى النجاح والتفوق فيبتزهن، والاقتراب يتضمن أيضا مقدمات التحرش كالنظرة والكلمة واللمس... وغيره مما يمكن أن يدخل تحت مسمى التحرش الجنسي، والرجل والمرأة في هذا سيان». لكن احسني يشير إلى قضية أخرى تتعلق بالتحرش داخل المؤسسات التعليمية، وهي التحرش بالإطار التربوي، وعن هذا يقول: «مفهوم التحرش الجنسي لا يمارس على الطالبات أو التلميذات فحسب بل إنه يمارس أيضا على المدرس أيضا، ويعتقد أن الفتيات بسكوتهن وصمتهن يفتحن الطريق أمام تطور التحرش. وهناك بعض الفتيات يتحرشن جنسيا بالرجال عن طريق التبرج الفاضح وإبراز المفاتن أو التحدث بنعومة ودلال. ويمثل مدى تجاوب الفتاة أو رفضها للسلوك الصادر عن المتحرش عنصرا محددا في اعتبار ذلك السلوك تحرشا جنسيا. فاستجابة المرأة أو الفتاة إيجابيا تخرج الفعل عن مفهوم التحرش، كما أن التحرش يرتبط في العادة بسلوك صادر عن شخص يملك سلطة إدارية أو مهنية تجاه شخص آخر يكون في الغالب امرأة». ويرى احسني أن طابع الظاهرة يجعل مقترفيها في الغالب بعيدين عن يد العادلة، ف»رغم وجود قوانين تعاقب على التحرش الجنسي، فإن المتحرش بهن يصطدمن بعقبات كبيرة، من بينها وسائل الإثبات -مثل الشهود- التي لا يمكن الاعتماد عليها في هذا المجال، لأن التحرش الجنسي غالبا ما يتم في فضاءات مغلقة. ومما يزيد من صعوبة الموضوع كون المقدمين على التحرش الجنسي غالبا ما يعمدون إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل محو أي آثار للجرم المقبلين على ارتكابه». منحرفون ومرضى جنسيا قالت عائشة عزيزي، مديرة مركز التأهيل الاجتماعي في المحمدية، إن الأطفال أصبحوا أكثر عرضة لشهوات المنحرفين والمرضى جنسيا، بمن فيهم بعض الآباء والأقارب والمدرسين، موضحة أنها استمعت طيلة أزيد من عقد من الزمن إلى عشرات التلاميذ والتلميذات ضحايا التحرش الجنسي والاغتصاب. وتوقفت عزيزي عند استفحال ظاهرة الاغتصاب التي يتعرض لها تلاميذ وتلميذات مجموعة من المؤسسات التعليمية في المغرب، إلى درجة أنها شملت أطفالا في ربيعهم الثالث أو الرابع. وتأسفت المتحدثة نفسها للتفكك الأسري، وغياب الدور التربوي والأخلاقي داخل المؤسسات التعليمية، والدور السلبي الذي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والشبكة العنكبوتية. وهو ما أدى إلى هتك عرض العشرات من الضحايا الذين انقطعوا عن الدراسة وفشلوا في استعادة وضعهم العادي بين أسرهم وأصدقائهم، وسط محيط لا يرحم، وانتهى بهم المطاف إلى الانحراف والضياع، رغم أن أفراد أُسَر بعضهم حاولوا منحهم كل ما أمكن من مصاحبة نفسية وصحية، مشيرة إلى أن أفراد أسر باعوا منازلهم وغادروا مدنهم الأصلية في اتجاه مدن أخرى، بحثا عن حياة جديدة لأطفالهم. كما تعرضت بنات دون العاشرة لعمليات افتضاض البكارة، بالعنف أو بالاستدراج، وأصبح عدد منهن أمهات عازبات أنجبن أطفالا احترن في كيفية تربيتهم وكيفية إعداد وثائقهم وتسجيلهم في المدارس. آباء وأقرباء ومدرسون أكدت عزيزي أن مدينة المحمدية وضواحيها عرفت العشرات من حالات الاغتصاب كان ضحاياها تلاميذ وتلميذات دون سن العاشرة، مبرزة أنها استمعت منذ تعيينها سنة 2004 على رأس إدارة مركز التأهيل الاجتماعي، إلى أزيد من 100 تلميذ وتلميذة ضحايا الاغتصاب. كما أن هناك أزيد من 100 أم عازبة في المحمدية اغتصبن أثناء دراستهن وأنجبن أطفال، وتقوم بمصاحبتهن رفقة أطفالهن داخل المدارس. كما ذكرت قضية المدير الفرنسي لإحدى المدارس الخاصة في الرباط، والذي اكتُشِف، بالصدفة قبل سنتين، أنه يعمد إلى اغتصاب التلاميذ والتلميذات. وكانت إحدى السيدات قد لاحظت وجود سائل غريب في السروال الداخلي لابنها، ولما تحدثت إلى ابنها الصغير، كشف لها أنه تم اغتصابه من طرف المدير، وعند وضع شكاية رسمية، اكتُشف أمر المدير الذي اتضح أنه اغتصب العشرات من زملاء وزميلات الطفل في المدرسة، ولكن المدير لم يعاقب بل تم طرده إلى بلده... وقد كانت هناك حالتان لتلميذين اغتُصبا من طرف معلم وحارس، لكن والديهما فضّلا عدم اللجوء إلى القضاء، خوفا مما قد يصيب أسرتيهما وأبناءهما من معاناة نفسية قد تفكك تماسكهما. صعوبة العلاج النفسي وعن العلاجات النفسية والصحية الممكنة، قالت عزيزي إنه لا يمكن للطفل المغتصَب أن يكلم والديه في موضوع اغتصابه، خوفا من فقدان مكانته ووضعه لدى والديه وفقدانه حبهما. كما يخشى من تغير نظرتهما إليه، لكونه خيب آمالهما وألحق بهما «العار» وشوه شرف العائلة، لذا فإن أهم وأبرز دور لتفادي وقوع الأطفال في قبضة الذئاب البشرية والمرضي جنسيا يعود بالأساس إلى الأسرة، وإلى الأم بالدرجة الأولى. فالأم بإمكانها بعث رسائل توعوية تحسيسية لابنتها وابنها وتحذيرهما من بعض الأشياء التي يمكن أن تجعلهما لقمة سائغة في أفواه المجرمين والمرضى جنسيا. كما يمكنها أن تراقب سلوك أطفالها وتعرف نوعية الأصدقاء الذين يقضون معهم بعض الفترات خارج المدرسة. وتساءلت كيف يعقل لأم أن تترك ابنها دون العاشرة يرافق شابا أو مراهقا ويلازمه طيلة النهار؟ وكيف يمكن لأم مدمنة على المسلسلات، تسبح بين الفضائيات وتتصارع مع أطفالها على من يمسك «التليكوموند»، أن تنتبه إلى سلوكات أطفالها؟ وأضافت أن الأم والجدة والجارة... كن سابقا يشكلن خلايا للإنصات للأطفال وخصوصا الفتيات منهم، يتسللن إلى مراقدهن ليلا أو نهارا من أجل سماع ما عشنه طيلة يومهن. كما أنه من واجب إدارة المدرسة أن تنتبه إلى سلوكات التلاميذ والتلميذات، ومن واجب المدرسين والمدرسات تبليغ الإدارة عن كل سلوك مشين ارتُكب من طرف أحد التلاميذ، أو عن كل بذرة شك في انحراف أو سوءٍ لحق أحد الأطفال. كما أصبح من الضروري إحداث مراكز الإنصات داخل كل مؤسسة تعليمية، تشرف عليها مساعدات اجتماعيات أو مدرسون أو مدرسات لهم من الكفاءة والسلوك ما يضمن سرية وجودة التعامل مع التلاميذ. موضحة أن مراكز الإنصات، يمكنها أن تقلص الهدر المدرسي ومن أعداد مدمني المخدرات والخمور والأقراص المهلوسة ومن المرضى جنسيا، وأن تساعد الفئات التي تعاني من اضطرابات نفسية واجتماعية ناتجة عن مشاكل أسرية أو فقر أو غير ذلك...