يؤكد العديد من المراقبين أن قمع الصحفيين والتعامل الحاط للكرامة معهم إلى جانب الإفلات من العقاب والاجتهاد في إخفاء المعلومة تعد أهم المضايقات التي واجهت الجسم الصحفي بالمغرب خلال سنة 2012 خاصة في ظل غياب قانون النفاذ إلى المعلومة. وعلى الصعيد الاعلمي،أكد الاتحاد الدولي للصحفيين، بداية هذا الأسبوع أن سقوط عدد كبير من القتلى في مناطق النزاع، مثل سورية والصومال، جعل عام 2012 من أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحفيين حيث شهد مقتل 121 صحفيا.وأضاف الاتحاد، الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، حسب وكالة المغرب العربي، أن العدد ارتفع عن عام 2011 الذي شهد مقتل 107 من الصحفيين والعاملين في الإعلام، في هجمات استهدفتهم أو نتيجة تفجيرات أو الوقوع في مرمى النيران. وتصدرت سورية قائمة الدول الأكثر خطرا على الإعلاميين في عام 2012، حيث قتل 35 من الصحفيين والعاملين الآخرين في الإعلام، في ظل الأحداث المستمرة منذ 21 شهرا. وحسب نفس المصدر، قال الاتحاد الدولي للصحفيين إن 18 صحفيا قتلوا عام 2012 في الصومال، حيث تقاتل قوات حفظ السلام الإفريقية مسلحين مرتبطين ب(القاعدة) الأمر الذي حول هذا البلد إلى ساحة لقتل الإعلاميين. في نفس الاتجاه، وحسب نفس المصدر، أعلن المعهد الدولي للصحافة، أن سنة 2012 كانت سنة سوداء بالنسبة للمراسلين الصحافيين إذ شهدت مقتل عدد قياسي منهم بلغ 132 أثناء ممارسة مهامهم.وقال المعهد، الذي يتخذ من فيينا مقرا له، في بيان «إنه أكبر عدد من الصحافيين القتلى منذ بدء المعهد الدولي في التسجيل المنتظم لمقتل الصحافيين، أي منذ العام 1997»، مضيفا أن «الرقم القياسي الأخير يعود إلى 2009 مع مقتل 110 صحافيين من بينهم 32 في مجزرة ماغينداناو الشنيعة في الفيليبين»، فيما قتل 102 مراسلا صحافيا سنة 2011 أثناء مزاولة مهنتهم.واعتبر مدير المعهد الدولي للصحافة «أليسون بيثيل ماكنزي» أن «مقتل هذا العدد من الصحافيين عام 2012 يفوق كل تصور». وأشار المعهد إلى مقتل أزيد من 30 صحافيا في سورية وحدها في المواجهات بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة، فيما قتل في الصومال 16 صحافيا. وكانت منظمتا مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحافيين قد قدمتا في 18 دجنبر حصيلتين مختلفتين لعام 2012 إذ أكدت الأولى مقتل 88 صحافيا أثناء مزاولة المهنة فيما أشارت الثانية إلى مقتل67 صحافيا.