وصف الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى الذين يشكون ويشككون بأن الإسلام هو دين ودنيا، أو دين دولة بكونهم «مخطئين»، مشيرا في محاضرة له الجمعة الماضي خلال افتتاح الدورة الثانية لمنتدى القيم الاسلامية الذي نظمه المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيراتتمارة، إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم مارس هذه الأمور كلها وقاد المسلمين في دينهم ودنياهم وكان حاكما ومعلما للناس كيف يحكمون وكيف يدبرون شؤون دينهم ودنياهم. وأكد يسف على دور الإعلام في وقتنا المعاصر، معتبرا أنه « اداه لتشكيل الرأي العام وقوته لا حدود لها»، ولفت إلى أن الإعلام سيف ذو حدين فهو إيجابي ومثمر وفاعل عندما يكون بيد الحكماء والعقلاء الذين يعرفون كيف يستعملونه في البناء وقد يكون على العكس من ذلك عندما يكون بيد من لا يحسنون توظيفه واستعماله للبناء. وأوضح يسف أن موضوع الإعلام يشغل مؤسسة المجلس العلمي الأعلى، وأن البحث لا زال مستمرا بين علماء هذه المؤسسة من أجل النظر في الطريقة التي ينبغي أن يتعاملوا بها مع الإعلام بكل أجناسه وأشكاله ومنابره حتى تتحدد معالم الإعلام اللائق بمؤسسة علمية شرعية غايتها النهوض بالأمة والوصول بها إلى الأفق الذي يتمناه كل مغربي. ولفت المحاضر إلى أن الإسلام هو رسالة إعلامية بالدرجة الأولى من بداية نزول الوحي إلى نهايته، ثم إن هذه الرسالة ممتدة ومستمرة لأن الرسول مات ولكن قال لخلفائه الذين يحملون أمانته وإرثه «بلغوا عني» فهذا البلاغ والتبليغ - حسب يسف- مستمر يحمله النساء والرجال من هذه الأمة. ونبه إلى أن المسجد مؤسسة إعلامية، فالصومعة والمنبر كلها رموز لخطاب إعلامي، داعيا في هذا الصدد إلى الاهتمام بالمنابر وبرجالاتها حتى يكونوا في مستوى تقدير أهمية الجماهير التي تحج إلى المسجد ليوجهوا لهم كلاما نافعا. من جهته قال عامل عمالة الصخيراتتمارة في كلمته خلال الملتقى إن وسائل الإعلام محور أساسي في صناعة قيم المجتمعات وتشكيل ثقافتها ووعيها كما تعتبر مرجعا لحفظ المعارف ونشرها، ورغم تأكيده على مزايا الإعلام وقدرته على ترسيخ القيم وتحصين الهوية لفت العامل إلى قدرته على إحداث تاثيرات في الناشئة، ودعا في هذا الصدد إلى تحصين الذات من المؤثرات السلبية وفضح محاولات الاستيلاب والغزو بنوعيه الفكري والمعرفي وإعداد أجيال في إطار التنمية المستدامة لتكون قادرة على التحكم في تكنولوجيا الإعلام الحديثة واستيعاب ما ينجم عنها من تغيير في أساليب العمل وأنماط العيش.