الأمين العام للمجلس العلمي: المؤسسة العلمية بالمملكة تعمل على إنقاذ العلوم الشرعية القائمة على العلم والإيمان أكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، يوم الجمعة الماضي بمراكش، أن مؤسسة العلماء وما يحيطها به أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس العلمي الأعلى من كامل العناية ومن دعم فكري ومالي، استطاعت أن ترفع في السنوات الأخيرة التحدي وتعزز المكانة المهمة التي تحظى بها داخل المغرب وخارجه. وأوضح يسف، خلال افتتاح أشغال الدورة العادية الرابعة عشرة للمجلس العلمي الأعلى التي تنعقد بإذن من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس العلمي الأعلى، أن التجربة المغربية فيما يخص المعرفة الدينية والاجتهاد أصبح يحتذى بها لدى مجموعة من الدول الصديقة، مضيفا أن الخبرة والتجربة المغربية في هذا المجال، ترتكز على أسس علمية وعملية نظرا لما توليه المملكة المغربية من أهمية قصوى للحقل الديني. وأشار يسف، خلال هذا الاجتماع الذي حضر أشغاله وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن الدورة الحالية تعد فرصة لمناقشة مجموعة من القضايا تهم العمل الجهوي المشترك بين المجالس العلمية وما حققته على مستوى التأطير الديني من خلال دسترة المجلس العلمي الأعلى الذي خول له الدستور الجديد العديد من الاختصاصات، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الذي يضطلع به العلماء. وبعد أن استعرض مجموعة من المنجزات التي حققها المجلس في العديد من الملفات، أوضح يسف أن الأمانة العامة بادرت إلى وضع جدول زمني لاجتماع اللجن المعنية لكل ملف على حدة للنظر في الطريقة والكيفية التي يمكن على أساسها تفعيل القرارات المهمة، مبرزا، أن هذه المؤسسة العلمية تعمل على إنقاذ العلوم الشرعية لأنه لا يمكن أن تقوم بدون كتاب الله وسنة رسوله وأن هذا التعليم يقوم على ركيزتين أساسيتين هما «العلم و الإيمان». من جهة أخرى، أشاد بالدور الذي تلعبه المجالس العلمية المحلية خاصة في العالم القروي حيث تتواصل مع شباب وساكنة البوادي منوها في هذا الصدد بمجموعة من المجالس المحلية التي استطاعت أن تتألق في هذا المجال من خلال مد جسور التواصل بينها وبين هذه الفئة من المجتمع. ودعا الأمين العام المجالس العلمية المحلية إلى التواصل مع الإعلام بشكل مستمر ودائم، مشددا في هذا الصدد على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاتصال في نشر القيم و المبادئ الدينية السليمة. وتأتي هذه الدورة لتستكمل ما بدأته دورة المجلس بمدينة وجدة في دجنبر 2011 والتي مثلت لحظة فارقة في تاريخ مؤسسة العلماء والتي فتحت أمامها آفاقا جديدة وواسعة للتأطير وتبليغ رسالتها التنويرية لعموم المواطنين. وعكف المجلس، خلال دورة مراكش المنظمة على مدى يومين، على دراسة القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة والمتعلقة بمناقشة حصيلة نشاط المجلس العلمي الأعلى والمجالس المحلية برسم السنة المنصرمة، وكذا جدولة تفعيل قرارات لجن الدورة الثالثة عشرة. كما تضمن جدول الأعمال دراسة جدوى العمل العلمي على المستوى الجهوي تطبيقا لمقتضى الدستور، والنظر في تنظيم العملية التنويرية الدينية بكل مشمولاتها إحياء لرسالة المسجد ومتابعة النظر في ملف التعليم الديني بالمملكة. وشكل تدارس مسيرة إحياء رسالة المساجد وبعث أدوارها وتأهيل القائمين عليها أولوية من بين أولويات الدورة، ويعد إدماج الأئمة و المرشدات في منظومة نشاط المجالس وتحت وصايتها العلمية إحدى القضايا المستجدة التي تستدعي من مؤسسة العلماء وضع خطة واضحة لاستيعاب هذه الفئة،إلى جانب متابعة النظر في ملف التعليم الديني بالمغرب لما يكتسبه من أهمية قصوى إذ يعتبر القناة المسؤولة عن إنتاج العلماء و تخريج النخب العلمية.