انطلقت، يوم الجمعة 18 ماي 2012 ، بمدينة تمارة فعاليات الأسبوع الثقافي السادس الذي تنظمه مؤسسة الحاج البشير الخاصة بالتعليم العتيق إلى غاية 27 من الشهر الجاري، حول موضوع: «السيرة النبوية ودورها في البناء والتغيير» وذلك بتعاون مع عمالة الصخيرات تمارة وشراكة مع المجلس العلمي المحلي وتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ومركز خديجة رضي الله عنها لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم. وأكد محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء دور السيرة النبوية في صناعة بناء الأمة، مشددا على الحاجة الملحة اليوم إلى السيرة النبوية واستحضار دورها في البناء والتغيير خاصة وأن المغرب يعيش في مرحلة البناء، وأوضح يسف أن الأمة المغربية قامت حضارتها ومجدها على أساس أركان الإسلام وأنها عُرفت بشيئين أولهما بأنها أمة محافظة على كل ما هو نقي وأصيل ومتمسكة به تمسكها بالأخلاق وثانيها أنها مجددة منفتحة على كل ما هو جديد، فهي -بحسب يسف- تجمع بين الأصالة والمحافظة وبين التجديد والانفتاح. وقال يسف أن الرسول صلى الله عليه وسلم غير العالم والأمة وأنقذها من حياة الجاهلية إلى حياة العلم والايمان، مشيرا إلى أن الرسول الكريم اشتغل في المرحلة المكية التي استمرت 13 سنة على تكوين الإنسان والأطر التي بنت الدولة وصنعت حضارة إنسانية، وقال « ما كان أحد يظن أن هذه القوة وهذا النور سيظهر في أرض قاحلة لم يعهد الناس فيها حضارة لكن الله اختارها لتكون منبع النور والإيمان» وإأضاف أنه بمجرد هجرة الرسول إلى المدينةالمنورة قامت الدولة الإسلامية التي نظم شؤونها الرسول الكريم واعتمد في ذلك على الرجال الذين أعدهم في المرحلة المكية. من جهته أوضح عبد الفتاح الفريسي مدير مؤسسة الحاج البشير أن اختيار موضوع «السير النبوية ودورها في التغيير يرجع إلى الأهمية العظيمة للسيرة النبوية وأسس البناء والتغيير فيها، وقدرتها على صناعة الحياة، وبناء الإنسان، وإنشاء حضارة العمران، وأن هذه الاسبوع الثقافي يهدف إلى استدعاء المنهج البنائي والتغييري في السيرة النبوية، ليساهم بقدرته الفائقة في حل معضلات الإنسان المعاصر وتحديات العولمة، مؤكدا أن سيرته صلى الله عليه «تمثل الحق في أعظم وجوهه، والخير في ألمع صوره، والاعتدال في أبهى معالمه».