نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الحاجب، نهاية الأسبوع الماضي، الملتقى الأول للسيرة النبوية حول موضوع "السيرة النبوية والوحي" سلط خلاله المشاركون الضوء على العديد من القضايا المرتبطة بالسيرة النبوية ومقامات الاقتداء وتميز هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع عمالة إقليم الحاجب تحت شعار "وكان خلقه القرآن"، بإلقاء عدة عروض توزعت بين محوري مركزية السيرة النبوية في البناء الحضاري والعلاقة بين السيرة النبوية والوحي، وتناولت بالخصوص مواضيع البناء الحضاري في السيرة النبوية، والسيرة النبوية باعتبارها مرحلة نموذجية تأسيسية في بناء الأمة، والهدي النبوي والبناء الحضاري، وعدة الداعية في ظلال السيرة النبوية. كما تناول المشاركون على مدى يومين (29 و30 ماي الماضي) قراءة الوحي بين القرآن والسيرة النبوية، وأثر المعرفة القرآنية في البيئة النبوية، بالإضافة إلى الإعداد الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سورة المزمل. وكان السيد محمد علوش عامل إقليم الحاجب قد أكد في افتتاح أشغال هذا الملتقى الديني أن إشاعة قيم الإسلام السمحة التي يحبل بها القرآن الكريم والسيرة النبوية ينسجم تماما مع المهام التي أناط بها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤسسة العلماء، خاصة المسؤوليات المرتبطة بتحصين الأمن الروحي والمذهبي، وإعادة تأهيل الأئمة وتكوينهم وتعزيز قدراتهم العلمية، ورسالتهم التربوية ومسؤولية الإرشاد والوعظ الموكولة إليهم، والتعريف بإسهام الإسلام في إثراء منظومة القيم التي راكمتها البشرية عبر العصور، وبمكانة الصدارة التي بوأها القرآن الكريم والسيرة النبوية لقيم التسامح واليسر والانفتاح على الآخر، ومركزية دور المرأة في النسيج المجتمعي. وأبرز السيد عبد الإله التاج رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الحاجب أن الملتقى الذي يطمح إلى أن يصبح تقليدا سنويا، يتوخى تعزيز الجهود والإسهامات المبذولة للتعريف بقيم الإسلام وروحه الإبداعية والابتكارية الهادفة إلى ترسيخ إنسانية الإنسان، والاستجابة للحاجة الملحة التي تفرض على المسلم تعميق معرفته بالرسول صلى الله عليه وسلم، وتجديد القراءة للسيرة النبوية لتجاوز المقاربات الضيقة والأحادية التي سادتها.