تحت شعار «السيرة النبوية في الكتابات الإيطالية»، نظم فريق البحث في السنة والسيرة وقضايا الإعجاز التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجهة سايس فاس ندوة علمية دولية بتعاون مع المركز العالمي للتعريف بالرسول (ص) ونصرته، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وبدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج والجماعة الحضرية لفاس والمركز الثقافي الإيطالي، ندوة حضرها حشد كبير من الأساتذة، المفكرين والعلماء من أقطار مختلفة، جاؤوا جميعا للمشاركة وإغناء الحوار ببحوث كثيرة تطرقت بالحجة والنقد والتحليل لمجمل الكتابات الإيطالية التي اعتنت بالسيرة النبوية في شكلها العام ومن خلال جزئياتها وتفاصيلها. خلال الجلسة الافتتاحية ساهمت كل الأطراف المنظمة في بسط كلمتها من باب تخصصها ومذكرة بغنى الموضوع والدور الذي يجب أن يساهم به كل طرف للتعريف بالسيرة النبوية، حيث ذكر السيد السرغيني فارسي رئيس جامعة محمد بن عبد الله بعد الترحيب بالضيوف، باللقاءات السالفة والتي تناولت السيرة النبوية بالدول الأوروبية معتبرا أن هذا النوع من اللقاءات من شأنه أن يساهم في تدعيم عرى التعاون والتعايش وحوار الثقافات، هذا إضافة للتدخل والعرض المتميز الذي ألقاه الأستاذ عبد الله بوصوف الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والذي تطرق من خلاله للمجهودات التي تقوم بها جامعة محمد بن عبد الله للتعريف بالسيرة النبوية ولتحقيق شعار التعارف، مبرزا أن مجلس الجالية يعتبر مؤسسة استشارية تقوم بمهمة آستشرافية تعمل على الاستجابة لانتظارات الجالية المغربية بالخارج، مشيرا كذلك لاهتمامات هذه الجالية بالشأن الديني وللدور الذي صار يوليه المجلس لهذا القطاع الحيوي، من خلال عقد مجموعة من اللقاءات داخل وخارج الوطن كفضاءات للتفكير والنقاش وللانفتاح على الهيئات المختصة والمعنية عبر عدة شراكات مع جامعات عربية ودولية. من جانبه نوه الدكتور عادل بن علي الشدي، الأمين العام للمركز العالمي للتعريف بالرسول(ص) ونصرته، بمجهودات الجامعة، كما اقترح اعتماد مداخلة الأستاذ عبد الله بوصوف إحدى وثائق الدورة الأساسية، مبينا توفر البلدان الغربية على عدد كبير من المفكرين والعلماء الذين يدعمون الثقافة الإسلامية. خلال الندوة الافتتاحية تم تكريم العديد من الوجوه المرموقة في عالم الثقافة والفكر ممن أسهموا في إغناء الخزانة الإسلامية كان أبرزهم الدكتور يوسف الكتاني، أستاذ الشريعة بجامعة القرويين، كما حظي كذلك الأستاذ بوصوف بشهادة فخرية نظير الخدمات التي يسديها مجلس الجالية للتعريف ونشر الثقافة الإسلامية سواء بين أفراد وجماعات الجالية المقيمة بالخارج أو حتى لدى المجتمع الأوروبي، وقد توج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الجالية وجامعة محمد بن عبد الله. اهتمامات الجالية المسلمة بإيطاليا بالسيرة النبوية ، تلقينها والتعريف بها كان محور الندوة التي ناقشت لثلاثة أيام متتابعة هذا الموضوع بالتفصيل والتحليل من خلال مجموعة من البحوث لعدد من الأساتذة الإيطاليين الذين يهتمون بالدين والثقافة الإسلامية ، إلى جانب الأطر المهاجرة والتي جاء أبرزها بحث الأستاذة سميرة شبيب الخبيرة الاجتماعية والباحثة في قضايا الهجرة ورئيسة جمعية السعدية الدولية، والتي عرضت وضعية الجيل الثاني من الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا في علاقته بالملف الديني والسيرة النبوية. بحث أكاديمي أثار استحسان الدكاترة الجامعيين المشرفين عن الندوة لما حمله هذا البحث من رؤى تحليلية ونقد علمي للظاهرة في محيطها الإقليمي والدولي إلى جانب رسم حلول ميدانية لمواجهة الإكراهات والإشكالات الكبرى التي تعرقل فرص الاندماج وحوار الثقافات. في نهاية هذه الندوة تم إصدار بيان ختامي جاء كعصارة علمية لنقاش مفصل تطرق للخلاصات الأساسية للبحوث والتجارب الميدانية للحالة البشرية الإنسانية في تعاطيها مع ثقافة الآخر، وكان أهم توصيات هذه الندوة العلمية هو ضرورة إصدار موسوعة تضم كتابات حول السيرة النبوية بالكتابات الغربية. وخلال هذا الحفل تم تكريم الدكتور يوسف الكتاني «خادم السنة» الذي ألقيت في حقه العديد من كلمات التنويه والإطراء من مختلف العلماء والباحثين المشاركين، تم نشرها هذا الأسبوع ضمن كتاب يحمل عنوان «شهادات تكريم وتقدير لخادم السنة الأستاذ الدكتور يوسف الكتاني»، متضمنة شهادات سابقة في حق المحتفى به لكل من محمد علي التسخيري الأمين العام السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والعلامة الراحل عبد الله كنون عندما كان أمينا عاما لرابطة علماء المغرب، والعلامة الراحل الرحالي الفاروقي، ومحمد الحبيب بن الخوجة الأمين العام السابق لمجمع الفقه الإسلامي، والعلامة السعودي الراحل عبد العزيز بن باز، وآخرين. وللدكتور يوسف الكتاني أزيد من ستين كتابا في مختلف المعارف ومئات المقالات والدراسات والبحوث، وصدر له في الشهر الماضي كتاب بعنوان «عبقرية الإمام البخاري».