دعت أزيد من ثلاثين جمعية مدنية، من مكونات النسيج الجمعوي بسلا، المجلس الحضري والشركات العاملة بقطاع النظافة إلى تحسين الخدمة العمومية المقدمة في مجال تدبير النفايات والأزبال المنزلية، مع استعدادها للتعاون لإيجاد حلول عملية للمشكلة . وشددت الجمعيات، خلال اليوم الدراسي الذي دعت إليه «جمعية السلام لحماية البيئة والمستهلك» أخيرا بسلا، على تفعيل البعد التشاركي والتشاوري في تدبير الملف باعتباره ملفا اجتماعيا وتكوين لجنة لتتبع التوصيات الصادرة عن اليوم الدراسي. وقد شارك في اللقاء الدراسي أزيد من ثلاثين جمعية مدنية من النسيج الجمعوي بسلا ومجلس المدينة وممثلو شركات: «SOS»، و»TECMED», و«MECOMAR» لبحث موضوع «واقع النظافة بمدينة سلا». وقال ميمون الشطبي، رئيس الجمعية، إن تنظيم يوم دراسي حول النظافة بسلا يدخل في صميم اهتمام الجمعية بحماية البيئة والصحة والمحيط بشكل عام، وبناء على شكايات متعددة وردت على الجمعية من لدن السكان ومعاتاتهم من تكاثر النقط السوداء بالمدينة وتأثير الإضرابات الاجتماعية على عملية الجمع والنقل وتقديم الخدمة العمومية وفق متطلبات الجودة المطلوبة.وأشار الشطبي إلى أن اللقاء هدف إلى تشخيص الوضع البيئي بسلا وتقديم مقترحات وتوصيات لحل مشكل النظافة بالمدينة بالاستناد إلى معطيات دقيقة لخبراء مهتمين بالملف. ودعا الشطبي جميع المتدخلين إلى تحمل مسؤولياتهم كل من جانبه وتفادي تحويل سلا إلى مطرح للنفايات، مطالبا الشركات المشتغلة بالقطاع إلى تجويد خدماتها، والمجلس الحضري بإيجاد مركز للتحويل. ولم يفت الشطبي إلى تنبيه المواطن السلاوي إلى المساهمة بإيجابية في ما يتعلق برمي النفايات والحفاظ على البيئة في أبعادها الشمولية. وقدم المهندس «عبد اللطيف سودو»، نائب رئيس مجلس المدينة المكلف بملف التدبير المفوض، لمحة تشخيصية لمشكلة النظافة بسلا، مشددا على الحاجة إلى مركز تحويل النفايات بعد إغلاق شركة «تيوديم» الفرنسية لمركز تحويل «عكراش» أمام الشاحنات القادمة من سلا .وعبر نائب رئيس مجلس المدينة عن استعداد مجلس المدينة للتعاون مع المجتمع المدني والاستفادة من مقترحاته في تدبير هذا القطاع الحيوي والقيام بكل الإجراءات لإيجاد مركز لتحويل النفايات بديل. الرأي نفسه، أكد عليه عمدة المدينة «نور الدين الأزرق»، حيث نوه بمبادرة النسيج الجمعوي وتحركه الفعلي للمساهمة في تدبير الملف، داعيا النسيج إلى المشاركة في إعداد مخطط التهيئة المحلية الهادف إلى جعل سلا «مدينة خضراء»في أفق سنة 2020. وقدم ممثلو الشركات العاملة في القطاع معطيات تقنية عن المجهودات المبذولة لتجويد الخدمة والإكراهات المطروحة، خاصة ما يتعلق ببعض السلوكات الاجتماعية غير المسؤولة (سرقة وحرق الحاويات، تشتيت الأزبال، سرقة معدات التنظيف..)ّ، فضلا عن الاحتجاجات الاجتماعية للعمال وتأخر صرف مستحقاتهم المادية.وجاءت مداخلات ممثلي النسيج الجمعوي بالمدينة لتبسط الإشكالات الواقعية للنظافة بسلا، مطالبة الشركات العاملة بتجاوز خطاب التبرير والإكراهات وتقديم خدمة بمواصفات دولية في مجال النظافة، مع تسجيل استعدادهم الطوعي للمساهمة في تذليل العقبات والمشاركة في برامج التحسيس والتوعية. وفي ختام أشغال اليوم الدراسي، عين المشاركون لجنة لتتبع تنفيذ التوصيات والمقترحات الصادرة عن اللقاء مع التأكيد على عقد حملات تحسيسية ولقاءات دورية لمتابعة المشكل البيئي بالمدينة في الأحياء والمرافق الاجتماعية الأخرى مثل المدارس والمقابر والمساجد والمستشفيات.