بالرغم من نداءات المجتمع المدني بسلا بضرورة التراجع عن مشروع إحداث مركز للنفايات بغابة المعمورة، فإن إصرار جهات على تطبيقه على أرض الواقع، يطرح جملة من التساؤلات حول المخاطر البيئية التي سيلحقها المشروع بهذا المتنفس الطبيعي بضواحي العاصمة. وجه الحبيب بنمالك «فاعل جمعوي وعضو تنسيقية جمعيات وهيآت المجتمع المدني بسلاالجديدة»، والتي تشكلت إثر مصادقة مجلس مدينة سلا على مقرر إحداث مركز تحويل النفايات بالمعمورة، انتقادات لاذعة لموقف الولاية بخصوص إحداث المركز المذكور، ونفس الأمر بالنسبة لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، التي قال المصدر إنها لاتبدي تعاونا كبيرا في هذا الموضوع، هذا في الوقت الذي قررت لجنة البيئة بمجلس الجهة بداية الشهر الجاري وبعد مناقشة شكاية في الموضوع، بإجماع أعضائها على رفض مشروع إحداث المركز بالموقع المذكور، وأوصت بإدراج النقطة في الدورة المقبلة لمجلس الجهة. وحول دراسة التأثير على البيئة التي أنجزها أحد مكاتب الدراسات، تساءل الفاعل الجمعوي نفسه «هل بالفعل أنجزت دراسة تناولت الموضوع من كل جوانبه وفي عين المكان أي وسط الغابة، أم أن الدراسة تتحدث عن مركز تحويل ما في مكان ما وبمواصفات معينة وإنجاز وتدبير محددين قد لايكون له انعكاسات سلبية. والحال أننا أمام نفايات مغربية غير خاضعة لفرز قبلي وأمام تدبير مغربي وإن كان لشركات أجنبية. وأضاف «هل أخذت الدراسة آثار 70غارة (يقصد إفراغ للأزبال) ل70شاحنة كل يوم ؟» ختم المصدر نفسه تصريحه بمناشدة وجهها إلى مجلس مدينة سلا باعتباره صاحب القرار الأخير، بالبحث عن حل لهذا الإرث الملغوم بعيدا عن الغابة. من جهته أكد عبد الحميد الحدراوي (كاتب التنسيقية ورئيس جمعية فضاء سلاالجديدة )، الذي التقته «الأحداث المغربية» خلال تنظيم حملة للنظافة، بالمعمورة تحت شعار «ماتقيش غابتي»، أكد أن التنسيقية راسلت ما يقرب من 40 مؤسسة حكومية وغير حكومية، في موضوع –التعرض على إنجاز مركز النفايات-، دفاعا عن غابة المعمورة كإرث وثروة وطنية وجب المحافظة عليها. وقال إن الضرر موجود رغم تكتم البعض عليه، حيث سيتم إفراغ مابين 500 الى 600 طن من الأزبال يوميا، كما سيعرف مسار الشاحنات (بوتيرة 70 عملية إفراغ كل يوم)، مرورا بشارع الزربية، مولاي رشيد، مولاي يوسف، مولاي الحسن، والبريبري، سيعرف هذا المسار انتشار الروائح الكريهة الصادرة عن عصارة الأزبال، والتي ستهدد لامحالة الفرشة المائية التي لاتبعد إلا ب 15 مترا. وأضاف أننا قمنا بحملة توقيعات للساكنة لرفض الموقع المذكور، بلغت لحدود الآن 14000 توقيع، كما عقدنا لقاء مع رئيس الجماعة الحضرية الشهر الماضي، وتم الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة للبحث عن إمكانية تغيير مكان المركز. هذا وقد أكد العمدة نور الدين الأزرق في اتصال هاتفي «أنه لابد من التأكيد على أننا مدعوون لإيجاد موقع لتحويل النفايات خاص بسلا، كماأن المكان الأول قد حظي بموافقة اللجنة الوطنية للبيئة، من جهة أخرى، فإن المجلس يبذل جهدا كبيرا من أجل البحث عن بدائل أخرى، وفي هذا الباب راسلنا وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق للتعاون في الموضوع، وطرحنا عليها بعض المقترحات كأمكنة محتملة لاحتضان مركز النفايات منها موقع بالولجة أو قرب عكراش أو بعين لحوالة.». وأشار العمدة «إلى أن المجلس كان قد تقدم بمقترح خلق مركز لتحويل النفايات بشكل مشترك مع مجلس الرباط لكن للأسف لم يحظ الطلب بالقبول».